E.X.C.E.L. إعداد برنامج "تشجيع التميُز من خلال تعزيز الكوتشينغ" الجزء الاول

أنا جزء من اللجنة الفاحصة لجائزة (Malcolm Baldrige) الوطنية لجودة الأداء. في إطار عملي هذا لابُدَّ لي من القيام بزيارات ميدانية للشركات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ومن المُذهل كيف أنّ هذهِ الزيارات الميدانية تساعدني في تطوير كفاءتي. وبعدَ خمسِ سنواتٍ من الزيارات الميدانية، فإنهُ من المستحيل الآن السير في أي مكان دونَ رؤية الأشياء من منظور "Baldrige". غدت الأروقةُ أشبه بمصفوفات، وأصبحَ إدراكي للأداء المتميز في أعلى مستوياته.



جودة الأداء أو الأداء المتميّز

خلال أحد الزيارات الخاصة، لم يسعني إلا ملاحظة وجود نقاش بين أعضاء فريقين حول الفرق بين "جودة الأداء" و "الأداء المتميز". ووفقاً لمعايير جائزة بودريدج (Baldrige)، يُمكن تحقيق "جودة الأداء" عندما تقوم المنظمة بتحقيق الحد الأقصى من الأرباح المحتملة، ومن الموارد البشرية والمالية ورأس المال التي تمتلكُها. من ناحية أُخرى، يُعتبر "الأداء مُتَميّزاً" عندما يكون الأداء الفردي أو الجماعي أكبر من غيره.

المُمارسات الرئيسية لجودة أداء الأعمال المُطبقة في المجالات الوظيفية ضمن الشركة تشمل التحسينات المستمرة والباهرة، الإدارة الوقائية، وإدارة الحقائق. يجب على كبار قادة الشركة وضع رؤية للشركة، وجعل الزبون موضع الاهتمام، وإظهار قيم وأخلاق تنظيمية واضحة وملموسة، ووضع توقُعات عالية للقوة العاملة.

في الواقع، ينُص معيار بودريدج (Baldrige) على ضرورة تحقيق التوازن بين الرؤية والقيم والتوقُعات وبين احتياجات أصحاب العلاقة. ويتعين على القادةِ أيضاً ضمان وضع استراتيجيات ونُظم وأساليب لتحقيق جودة الأداء، ولتحفيز الابتكار، ولبناء المعرفة والقُدرات، ولضمان الاستدامة التنظيمية أيضاً.

وبعبارة أُخرى، فإن المُكون الرئيسي لطريقة "جودة الأداء" هو القيادة الحكيمة والمُتمكِنة. ويتعيّن على القادة القيام بدور القُدوة من خلال تصرُفِهم الأخلاقي ومشاركتِهم الشخصية في التخطيط، توفير بيئة داعمة للمخاطر الذكيّة، التواصُل، القيام بالكوتشينغ وتحفيز القوة العاملة، تطوير قادة المُستقبل، مُراجعة الأداء التنظيمي، ومُكافأة القوى العاملة.

 
الانضمام لبرنامج E.X.C.E.L.

خلال دروس تعلم وتطوير القيادة، أقوم بتدريس نموذجاً يُدعى إكسل E.X.C.E.L. (تشجيع التميُز من خلال تعزيز الكوتشينغ).يهدف هذا البرنامج إلى إشراك جميع القادة في جلسات تعلم قصيرة أو تقديم تدريب شامل لأي مجال ذي صلة بالدراسات المتوفرة ضمن برامج تدريب متكامل داخل المؤسسات.

وبشكلٍ أساسي، فإنّ الهدف من البرنامج هو الحصول على مزيد من القادة المعنييّن في توجيه وإجراء الكوتشينغ للموظفين. ويهدُف البرنامج أيضاً إلى تحسين التواصل والعلاقات بين كبار القادة والمُدراء والموظفين. في إطار هذا النموذج، يُصبح القادة مُعلمين ومينتورز ومختصين بتطبيق الكوتشينغ.

 
قم ببناء برنامج E.X.C.E.L. الخاص بك

من المحتمل أن تستفيد شركتكَ من برنامج مثل E.X.C.E.L.، والذي يتضمن تعلم مُبادرات القيادة، التخطيط الاستراتيجي، إستراتيجيات التعلم، والأهم من ذلك التميز في الأداء.

وهُنا بعض المسائل التي ينبغي على فريق التعلم والتطوير التأكُد من إدراجها عند تطوير أنواعاً مماثلة من البرامج.


قُم بتعليم القادة على تشجيع التميز من خلال تبني الفشل

تم تصميم الخطوة الأولى من البرنامج لمساعدة القادة على تشجيع التميز بين أعضاء الفريق. ويُشير البرنامج إلى طريقتين رئيسيتين لتشجيع التميز في الأداء من خلال السماح لأعضاء الفريق بخوض المخاطر الذكيّة و من خلال خلق فرص للابتكار.

يُلزم برنامج E.X.C.E.L. "قادة الفكر" بإنشاء "منطقة خالية من الفشل" ضمن بيئة عملِهم. في الواقع، يتطلب الخوض في المخاطر الذكية التسامُح إزاء الفشل والتوقع بأنّ الابتكار لا يتحقق عن طريق المساعي الناجحة فقط. في البداية، لا بُدَّ للشركات من الاستثمار في النجاحات المحتملة وإدراك أن بعضها قد يؤدي إلى الفشل. يتفاوت مستوى المخاطرة التي من الذكاء الخوض بها وفقاً لوتيرة ومستوى الخطورة والإمكانية في هذا المجال.

يستفيد الابتكار من البيئة الداعمة، ومن عملية تحديد الفرص الاستراتيجية، والرغبة في مواصلة الخوض في المخاطر الذكيّة. إنّ الابتكار التنظيمي المُتسم بالنجاح هو عبارة عن عملية متعددة الخطوات من التطوير، ومشاركة المعرفة، وتنفيذ القرار، والتقييم والتعلم.

 
المصدر
ترجمة: مجد الدين شمس
تدقيق: مالك اللحام