تحمل كل شركة ثقافة تنظيمية حتى لو لم تحددها الشركة، وتتشكل هذه الثقافة نتيجة تصورات الموظفين للإجراءات التي يتخذها القادة والقيم التي يحملونها. إنَّها تجسيد لمعتقدات المنظمة وقيمها وأعرافها، ويستغرق تطويرها الوقت.
ثقافة التعلم
ثقافة التعلم: هي تلك التي تقدِّر التعلم وتشجعه، فتطوير ثقافة تدعم التعلم هو استثمار يعود بفوائد جمة على المنظمة. تُعد ثقافة التعلم هامة وعلى المنظمات أن تسعى لتطويرها؛ لأنَّها تساعد على الاستفادة من إمكانات الموظفين وتنمية العمل، وتسهم في تعزيز اندماج الموظفين وزيادة الإنتاجية.
لا يمكن تحويل الثقافة التنظيمية إلى ثقافة تدعم التعلم بين عشية وضحاها، ولكن هناك خطوات يمكن اتخاذها لتحقيق ذلك.
طرائق عملية تطوير ثقافة التعلم في مكان العمل
نستعرض فيما يلي 9 طرائق عملية لتطوير ثقافة التعلم في مكان العمل:
1. جعل التعلم من القيم الجوهرية في المنظمة
يجب أن يشعر الموظفون بأنَّ القادة يدعمونهم لإنشاء ثقافة التعلم بنجاح، وإحدى الطرائق للقيام بذلك هي جعل التعلم قيمة جوهرية محددة بوضوح، لا سيما وأنَّ القيم الجوهرية لها دور في اتخاذ القرارات والإجراءات في المنظمات. يعني الالتزام بالتعلم أيضاً أنَّ الشركة تلتزم بتوفير الموارد اللازمة لدعم تعلم الموظفين وتطويرهم.
2. تطوير خطط تعلم شخصية
تسهم خطط التعلم الشخصية في توفير تعلم يناسب الموظفين، مما يحوله إلى رحلة ممتعة، حيث يساعد تحديد أهداف التعلم ووضع خطة استراتيجية لتحقيقها في تعزيز اندماج الموظفين في عملية التعلم؛ إذ لم يعُد الأمر يتعلق بإكمال الدورات التدريبية؛ بل بدعم الموظفين لتحقيق أهدافهم المهنية.
3. تقديم كوتشينغ مهني شخصي
تنبع العديد من دوافع التعلم من الطموحات المهنية، وعندما تقدم المنظمات كوتشينغ فردي، تساعد الموظفين بذلك على تحديد الفرص الوظيفية وتطوير خطط تعلم شخصية. كما أنَّ الكوتشينغ على وجه الخصوص وسيلة فعالة لتوجيه الأشخاص الذين يتعلمون ذاتياً، واستكشاف الموارد المتاحة، وتعزيز شعور المتعلمين بالمسؤولية.
4. تجسيد ثقافة التعلم
يشغل القادة التنظيميون في جميع المستويات مناصب مؤثرة؛ فإذا كان هؤلاء القادة ملتزمين بالتعلم المستمر، فإنَّ ذلك يساعد في ترسيخ ثقافة التعلم. يمكن تحقيق ذلك عبر تحديد القادة لأهداف تعلمهم والتحدث عن التدريب الذي تلقوه، وتقبل التغذية الراجعة، والتفكير في الأخطاء التي ارتكبوها.
5. تقديم المكافآت المناسبة
تفيد المكافآت في دعم بناء ثقافة التعلم إذا قُدِّمت بصورة مناسبة. قد تكون المكافآت غير مادية مثل الإشادة علناً بنجاح المتعلمين، أو مادية مثل الحوافز المالية، كما توفر العديد من أنظمة إدارة التعلم (LMS) شارات ومكافآت افتراضية أخرى للاحتفاء بنجاح المتعلمين. ليس من الضروري أن تكون المكافآت باهظة الثمن، ولكن يجب تقديم شكل من أشكال المكافآت لدعم جهود المتعلمين وتطوير ثقافة التعلم.
6. توفير بيئة تعلم مناسبة
هناك العديد من منصات التعلم المتاحة، حيث يجب أن تسهل بيئة التعلم التي تستخدمها المنظمة عملية التعلم وتدعمها، ويجب أن تكون سهلة الاستخدام وتتيح الفرصة لتبادل المعرفة والتفاعل بين المتعلمين.
أضف تعليقاً