وعلى الرغم من أنَّك لا تستطيع توقع جميع الأسئلة التي قد تتلقاها، ولكن مع التدريب والتحضير واستخدام الاستراتيجيات التسعة التالية، ستتمكن من تحسين مهاراتك في التفكير السريع والتعامل مع الأسئلة دون توتر.
استراتيجيات الإجابة عن أسئلة العروض التقديمية
1. تحسين صحة الدماغ
حضِّر نفسك لأسئلة الجمهور عبر ممارسة السلوكات التي تحسِّن التفكير السريع. وفقاً لكلية الطب بجامعة هارفارد (Harvard Medical School)، تعزز التمارين الرياضية مهارات التفكير، وهناك الكثير من الأبحاث العلمية التي أثبتت صحة ذلك. ثانياً: تعزز أطعمة مثل التوت والمكسرات والشوكولا الداكنة الإدراك، كما كشفت دراسة أجرتها جامعة ساني في ولاية نيويورك في بينغامتون (SUNY Binghamton) عام 2021 أنَّ ممارسة التأمل لثمانية أسابيع فقط يعزز عمل الدماغ. وعندما يحين موعد العرض التقديمي، يحسِّن أخذ قسط كاف من النوم ليلاً التركيز والمزاج، مما يعزز المرونة الذهنية.
2. حُسن الإصغاء
يُعد الإصغاء أفضل مهارة تساعد على الإجابة عن أي سؤال تتلقاه بسرعة. يتضمن الإصغاء النشط سلسلة من التقنيات التي تبين مدى اندماجك مع السائل، حيث تساعدك على فهم كل يقوله كي تتمكن من الرد بتركيز ودقة. إليك فيما يلي كيفية القيام بذلك:
2.1. الإصغاء بانتباه
تجنب التركيز على صياغة إجابة عن سؤال الشخص بمجرد أن يبدأ بطرحه، بل أصغ إليه بعناية إلى أن ينتهي. في كتابه "في المواقف الحرجة: كيفية التعامل مع الأسئلة الصعبة حين يكون ذلك هاماً "(In The Line Of Fire: How To Handle Tough Questions – When It Counts)، ينصح المؤلف "جيري وايزمان" (Jerry Weissman) بإفراغ العقل من كل الأفكار كي تفهم ما يُقال لك.
2.2. تجنُّب توجيه الانتقاد
ربما يفاجئك السؤال أو يزعجك أو يربكك، لكن تجنَّب الانتقاد وتقبَّل الآراء الجديدة، وأنَّك ربما لم تتوقع بعض وجهات النظر. حاول تجنب إظهار سلوكات ولغة جسد قد تكشف عكس ما تنوي قوله.
2.3. تقديم التغذية الراجعة
تشير التغذية الراجعة إلى أنَّك تقدِّر أسئلة الحضور وتفهمها، حيث يمكنك شكر المشاركين على أسئلتهم، أو تطرح عليهم أسئلة للتأكد من أنَّك فهمت سؤالهم.
2.4. تقديم إجابات مناسبة
يمكن تقديم الإجابات المناسبة عن أسئلة الحضور من خلال الوعي بالموقف. كن صريحاً ومباشراً ومنفتحاً، مع مراعاة كل من المكان الذي تلقي فيه العرض وخبرتك في الموضوع، وتجنب إعطاء إجابات مزيفة، بل يمكنك أن تقول ببساطة إنَّك لا تعرف الإجابة، أو تدعو الجمهور لحضور جلسة أخرى للحصول على مزيد من المعلومات.
الإصغاء هو مهارة يمكن ممارستها دوماً، سواء أكان في مكان العمل أم مع الأصدقاء والعائلة؛ فهو استراتيجية فعالة لتحسين القدرة على التفكير بسرعة، وتعزيز التواصل وبناء علاقات قوية.
3. تحضير الأسئلة المتوقعة
خصص وقتاً للتفكير في الجمهور وكتابة جميع الأسئلة المحتملة التي قد تخطر ببالك. فكر في الأسئلة التي قد تكشف نقاط الضعف في القضية التي تناقشها، أو تعالج النقاط المثيرة للجدل في العرض التقديمي. لا نستعد غالباً لهذا النوع من الأسئلة؛ بل قد نتجنبها حتى ونتمنى ألا يكتشفها الجمهور. ولكن، تأكد أنَّ الجمهور سيلاحظ أي نقطة ضعف في العرض التقديمي.
لذا، حاول العمل على تقوية حجتك، أو على الأقل تحضير بعض الإجابات الممكنة التي يمكن أن تساعدك على التفكير والرد بسرعة. كما يساعدك التدرب على تقديم هذه الإجابات في تعزيز ثقتك بنفسك في حال وجدت نفسك في موقف محرج.
4. التركيز على الكلمة المفتاحية في السؤال
عند الإصغاء إلى السؤال، ركز على الكلمة المفتاحية التي قد تساعدك على التفكير في الإجابة المتوقعة بسرعة. لنفترض أنَّك تلقيت الجملة التالية من أحد الحضور: "لا أجد أدلة كافية تثبت لنا الفوائد التي ذكرتها للتو". الكلمة المفتاحية هنا هي "أدلة". من خلال الإصغاء بعناية إلى هذه الكلمة، يمكنك معرفة كيفية الإجابة عن السؤال بسرعة، وذلك إما عبر الرجوع إلى البحث أو الاستعانة بتزكيات العملاء، أو أي دليل آخر يدعم وجهة نظرك، بدلاً من تكرار فوائد ما تتحدث عنه مجدداً. سيلاحظ الحضور بهذه الطريقة أنَّك أصغيت لاهتماماتهم وفهمتها وستعالجها مباشرة، مما يكسبك احترام الناس.
5. إنشاء شرائح لبعض الإجابات
هذه الاستراتيجية مفيدة لمعالجة الموضوعات المعقدة التي يتطلب شرحها رسوماً تخطيطية أو مخططات أو بيانات أو تحليلات تفصيلية. سجِّل أرقام هذه الشرائح "الاحتياطية" كي تنتقل إليها سريعاً عند الإجابة عن السؤال. يمكنك حتى أن تقول: "أتلقى هذا السؤال كثيراً، لذا أنشأتُ شريحة لشرح المشكلة بصورة أفضل، أو "كان عندي إحساس بأنَّني سأتلقى هذا السؤال. دعني أُريك شريحة توضح هذه المسألة".
تُغنيك هذه الشرائح عن الحاجة إلى التفكير في إجابة على الفور، أو على الأقل تترك لك مساحة ذهنية أكبر للتفكير والإجابة بسرعة عن أسئلة صعبة أو غير متوقعة.
6. تقديم إجابات قصيرة أولاً
عند تلقي سؤال صعب، قدم إجابة سريعة أولاً، ثم وضِّح المسألة أكثر إذا طلب السائل ذلك؛ ففي كثير من الأحيان، لن تتلقى أي أسئلة إضافية. تساعدك هذه الاستراتيجية في التركيز على النقطة الهامة وتجنب الإسهاب في الحديث عن أمور غير هامة. أما إذا تلقيت أسئلة إضافية، فسيكون لديك المزيد من الوقت للتفكير في رد مناسب.
7. إعادة صياغة الأسئلة السلبية
درِّب نفسك على إعادة صياغة الأسئلة السلبية لتصبح محايدة أو إيجابية. بدلاً من قول: "يتعلق السؤال بالفوضى التي سبَّبها برنامجنا الجديد"، حاول إعادة صياغة الجملة بقول: "يتعلق السؤال بقدرة نظامنا البرمجي الجديد على معالجة المشكلات السابقة". حين تعيد صياغة السؤال فوراً سيكون حديثك إيجابياً تلقائياً، وليس سلبياً ودفاعياً.
8. استخدام بنية لتنظيم الأفكار
تساعد هذه الاستراتيجية في تنظيم الأفكار وتقديم الإجابة المناسبة، فهي طريقة ذكية لتسهيل التفكير والإجابة بسرعة عن أي سؤال. يسهُل تذكر هذه البُنى، ويمكن تطبيقها على أي عرض تقديمي. فيما يلي بعض الأمثلة للمساعدة على التفكير بصورة أسرع:
- استخدام "قاعدة الثلاثة أفكار": لنفترض أنَّ أحد الحضور طلب منك تفاصيل عن مشروعك. يمكنك وصف الشركة من خلال التحدث عن تاريخها وعروضك الحالية وأفكار لتطويرها في المستقبل.
- استخدام "الخطوات الثلاثة لإظهار التعاطف مع السائلين": إنَّها طريقة سريعة للرد بتعاطف على الأسئلة. أولاً: قدِّر مشاعر السائل وما يعاني منه، ثم أكد على أهمية وجهة نظره عبر ربطها بأشخاص يساورهم نفس الشعور. وأخيراً: شارك الفوائد التي التمسها الآخرون بعد اعتماد منهجك.
- الجمع بين التكاليف والفوائد: إذا طُرح عليك سؤال يتطلب منك تبرير التكاليف التي تطلبها، فنظم إجابتك بحيث تتحدث عن التكاليف والفوائد، واذكر دوماً الفوائد الملموسة.
9. عدم السعي وراء تقديم إجابة مثالية
في حال حضَّرت للعرض التقديمي، وجهزت نفسك للأسئلة، قد تكون آخر استراتيجية هامة يمكن استخدامها هي تقبل عدم قدرتك على إعطاء إجابة مثالية. قد يتطلب تعلم التفكير بسرعة تقبُّل أنَّ الهدف هو تقديم أفضل إجابة تخطر في بالك، والتي قد لا تكون بالضرورة الإجابة المثالية. نحاول جاهدين غالباً العثور على الكلمة المناسبة أو الصيغة الأبلغ أو العبارة الأجمل. ولكن، كما قال رائد المسرح الارتجالي "كيث جونستون" (Keith Johnstone): "تجرأ على أن تكون بسيطاً؛ فما تعدُّه عادياً، قد يبهر الآخرين".
ركز فقط على التحدث بصدق باستخدام أفضل ما لديك من معلومات، وأن تقول رأيك حقاً. ففي كثير من الأحيان، تكون أفضل الإجابات هي تلك التي تنبع من القلب.
في الختام
يتطلب تعلم كيفية التفكير بسرعة الحد من العبء الذي نضعه على عقولنا؛ حيث يمكنك التعامل مع أي سؤال باستخدام إطار عمل تستطيع تطبيقه باستمرار ليقلل من الحاجة إلى بذل الجهد في التفكير.
على سبيل المثال: يمكن أن يساعدك توقع الأسئلة مسبقاً ووضع الإجابات على شرائح في الرد على هذه الاستفسارات بسرعة أكبر، فتترك بذلك مساحة ذهنية أكبر لمعالجة اهتمامات الجمهور الأخرى. يمكن أن تتضمن الأساليب الأخرى إعطاء إجابات قصيرة ثم المتابعة في حال طلب الحضور ذلك، أو التركيز على الكلمة "المفتاحية" التي تربط السؤال بموضوع العرض التقديمي، أو ببساطة اتباع بنية للإجابة.
أضف تعليقاً