بالمقابل، يمكن أن يفقد الموظف المندمج حماسه، وينخفض مستوى أدائه، أو يستقيل من الشركة نتيجة إهمال القيادة أو عدم تقديره على الجهود التي يبذلها.
تطبيق ممارسات الكوتشينغ في المناصب القيادية
إنَّ العلاقات المبنية على الثقة مع الموظفين ضرورية لتعزيز اندماجهم وزيادة معدَّل استبقاء العمالة في الشركة، وهذا يتطلَّب من القادة اكتساب مهارات معيَّنة، مثل الإصغاء الفعَّال، وإجراء الحوارات الهادفة، وتطبيق تقنيات الكوتشينغ.
يعزِّز تطبيق ممارسات الكوتشينغ اندماج الموظفين، وهذا يتطلب تأهيل القادة، والمدراء، والمشرفين ومساعدتهم على تنمية مهارات الكوتشينغ اللازمة لبناء الثقة مع الموظفين ومساعدتهم على استثمار كامل إمكانياتهم.
7 نصائح للاستفادة من ممارسات الكوتشينغ في تعزيز اندماج الموظفين
1. ساعِدْهم على تحديد أهدافهم
تقتضي وظيفة القائد مساعدة الموظفين على تحديد أهدافهم، وهذا يتطلب إجراء جلسات فردية منتظمة لمناقشة الموظف في الأهداف الشخصية التي يجب أن يحقِّقها من أجل تنمية مهاراته وإحراز التقدُّم في حياته المهنية.
يتولَّى القائد بعد ذلك مسؤولية ربط أهداف الموظفين مع رسالة الشركة؛ لكي يعرف الموظف أنَّ الجهود التي يبذلها في العمل تطوِّر الفريق وتحقِّق أهداف المؤسسة.
2. لا تقدِّم لهم حلولاً جاهزة
يتعلم الموظف عندما يعتمد على نفسه في إنجاز المهام، لهذا السبب إياك أن تقوم بواجباته وأعماله تحت أي ظرف حتى لا تحرمه من فرص التطور والتعلم من خوض التجارب واقتراف الأخطاء. يمكن أن تؤدي هذه السلوكات إلى اتِّكال الموظفين على القائد في حل جميع مشكلاتهم، ممَّا يعوق تطورهم على الصعيد المهني.
تقتضي وظيفة القائد توجيه الموظفين ومساعدتهم على التعامل مع هذه المسائل عبر طرح مجموعة أسئلة تلهمهم بالأفكار والحلول التي يحتاجون إليها، ويتسنَّى للموظف أن يتعلم، ويطبِّق مهارات التفكير المستقل ويطورها، ويعزز ثقته بنفسه عندما ينجح في استنتاج الحلول بمفرده.
3. تقبَّلْ أخطاء موظفيك
يرفض بعض القادة اقتراف الأخطاء تحت أي ظرف، ولا يدركون أهمية التجارب الفاشلة في التعلم. يجب أن يشجِّع القائد موظفيه على التعلم من أخطائهم وعدم السماح للتجارب الفاشلة بإحباطهم، وذلك عبر الاجتماع معهم ومناقشة الأخطاء المقترَفة والأفعال التي كان يجب عليهم القيام بها.
يجري بعد ذلك طرح أسئلة هادفة تحدِّد لهم التغييرات والأفعال اللازمة لتحسين أدائهم في التجارب المقبلة، فالعقلية الإيجابية التي تركز على إيجاد الحلول ضرورية للتشجيع على التنمية المستمرة وتعزيز الاندماج.
4. أعرِبْ عن اهتمامك بأفكار الموظف
يجب أن تشجِّع الموظفين على مشاركة أفكارهم خلال النقاشات بغية تعزيز اندماجهم، فقد تبيَّن أنَّ هذه الطريقة تساعد على الحصول على وجهات نظر، وحلول، وأفكار إبداعية من جهة، وتعزز شعور الموظف بالتقدير والقيمة من جهة أخرى. سيشعر الموظف بهذه الطريقة أنَّ القائد يقدِّر آراءه، ممَّا يشجعه على اتخاذ زمام المبادرة والمساهمة والاندماج في العمل.
5. طبِّقْ طريقة التغذية الراجعة بطريقة 360 درجة
تتطلب التنمية المستمرة ترسيخ ثقافة التغذية الراجعة المنتظمة في المؤسسة، أو ما يُطلَق عليه اسم التغذية الأمامية أيضاً، وتُعدُّ التغذية الأمامية طريقة فعَّالة لتقديم اقتراحات مستقبلية تجد الحلول بطريقة إيجابية. يمكن إجراء جلسات دورية لتقديم التغذية الراجعة والأمامية والمقترحات؛ لكي تترسخ هذه العادة في ثقافة الشركة.
لا يجب أن تكون التغذية الراجعة من طرف الإدارة فقط؛ بل يجب تشجيع أعضاء الفريق على تقديمها أيضاً، وينبغي أن يداوم الفرد سواء كان مديراً أم موظفاً عادياً على طلب التغذية الراجعة من جميع الأشخاص الذين يعمل معهم؛ لكي يحصل على معلومات بنَّاءة ومقترحات عمَّا يجب تطويره.
لا يقتصر دور طريقة التغذية الراجعة بطريقة 360 درجة على تعزيز اندماج الموظفين وتطويرهم؛ بل إنَّها تعزِّز أيضاً الأمان النفسي ضمن المؤسسة، وتُعدُّ هذه الجلسات بمنزلة مساحة آمنة مخصَّصة للعاملين في جميع الأقسام والمستويات بهدف طرح الآراء والأفكار والمشكلات والتعلم من التجارب وتحقيق التنمية المستمرة.
6. شجِّعْ الموظفين على التعلم المستمر
تقوم التنمية المستمرة على التعلم المستمر، وتقتضي وظيفة القائد تشجيع الموظفين وإلهامهم على التعلم من تجارب أقرانهم. تختلف وجهات نظر الموظفين، وشخصياتهم، وقدراتهم، ونقاط ضعفهم، وخلفياتهم، لهذا السبب يجب أن تشجعهم على التفاعل ومشاركة التجارب والخبرات؛ لكي يتقرَّبوا من بعضهم ويحصلوا على المزيد من الفرص التنموية، وترسِّخ هذه الطريقة من جهة أخرى ثقافة التنوع والشمولية ضمن مكان العمل.
7. أعرِبْ عن تقديرك لجهود الموظفين
إنَّ تقدير جهود الموظفين ضروري لتعزيز اندماجهم وزيادة معدَّل استبقاء العمالة في الشركة، وتقتضي وظيفة القائد الإشادة بإنجازات موظفيه والاحتفاء بنجاحاتهم، دون أن يركِّز على تقديم التغذية الراجعة النقدية فقط.
يمكن الإعراب عن هذا التقدير ببساطة عبر الإشادة بجهود الموظف خلال اجتماع الفريق، أو عبر إرسال هدية أو رسالة بريد إلكتروني لتهنئته على نجاحه، فيعرف الموظف بهذه الطريقة أنَّ الإدارة تدرك وتقدِّر الجهود التي يبذلها في العمل.
يرفع تقدير الجهود والإنجازات من جهة أخرى معنويات الموظفين ويُعزِّز ثقتهم بأنفسهم، ممَّا يشجِّعهم على الاجتهاد في العمل وتحقيق أهدافهم، وتقتضي وظيفة القائد إلهام الموظفين وتشجيعهم على استثمار إمكانياتهم وتهيئة الظروف التي تمكِّنهم من تحقيق النجاح المهني.
في الختام
يجب على القادة التركيز على النمو الشخصي والمهني للموظفين؛ لأنَّ رضى الموظفين واندماجهم في العمل يسهم في نجاح الشركة. طبِّقْ النصائح المذكورة أعلاه لتعزيز اندماج الموظفين وترسيخ ثقافة النمو في شركتك.
أضف تعليقاً