أهم فوائد تطبيق الكوتشينغ في مكان العمل
فيما يلي 4 فوائد نجدها عند تطبيق الكوتشينغ في مكان العمل:
1. تقديم التغذية الراجعة
يُعد الكوتشينغ وسيلة فعالة لتقديم التغذية الراجعة البناءة، وهو يُمكِّن الموظفين من تحديد قدراتهم وإمكاناتهم ونقاط ضعفهم. لا تقتصر مبادرات الكوتشينغ على النقد البنَّاء فقط، بل إنّها تهدف إلى توجيه الموظفين ومساعدتهم في تحقيق التنمية الشخصية التي يطمحون إليها، مما يساعد في ترسيخ ثقافة التغذية الراجعة الإيجابية في مكان العمل. يتقبل الموظف التغذية الراجعة التي تساعده في التعلم والنمو، مما يدفعه لتحسين أدائه وتطوير نفسه.
كان طاقم الإدارة في إحدى الشركات يواجه صعوبة في تقديم التغذية الراجعة لأعضاء الفريق نتيجة الافتقار للمهارات اللازمة وعدم وجود إطار عمل واضح لإجراء محادثات التغذية الراجعة.
عمل فريق التطوير مع الكوتش على إعداد منهجية عمل لإجراء المحادثات مع الموظفين بعد تقييمات الأداء. قررت المؤسسة بعد ذلك تجزئة العملية إلى مرحلتين، حيث يجري في الجلسة الأولى الاستماع إلى الموظفين وبناء الثقة معهم، ويتم في الثانية تقديم التغذية الراجعة والتقييمات. لقد ساهمت هذه الطريقة في تخفيف القلق والعدائية بين الموظفين والإدارة.
2. تحسين الأداء
لا يُعنَى الكوتشينغ بنقاط الضعف فقط، بل إنّه يهدف إلى تطوير قدرات الموظفين وإمكانياتهم أيضاً. يهدف التركيز على الإمكانيات إلى مساعدة الموظفين في تحسين أدائهم وإنتاجيّتهم، وقدرتهم على التعامل مع التوتر النفسي وضغوطات العمل، مما يساعدهم في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
تم تطبيق الكوتشينغ في إحدى الشركات بهدف إلهام القادة المسؤولين عن مجموعة من المهام والوظائف. ركزت ممارسات الكوتشينغ على استكشاف وجهات نظر القادة، والتوفيق بين طموحاتهم المهنية وأهداف الشركة. لقد ساهمت نتائج المبادرة في تحفيز القادة المشاركين وتعزيز قدرتهم على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، والاعتماد على أنفسهم في إيجاد الحلول والأجوبة التي يحتاجون إليها.
3. تطوير قادة الفِرَق
تهدف ممارسات الكوتشينغ إلى نشر ثقافة التعلُّم والتنمية المستمرة ضمن المؤسسة، وتمكين الموظفين من تحمل مسؤولية تطورهم، واتخاذ زمام المبادرة في العمل والمساهمة في تحقيق أهداف الشركة حتى لو كانت المهام خارجة عن المسؤوليات المتفق عليها في بداية التعيين.
تساعد مبادرات الكوتشينغ في تزويد الموظفين بالمهارات التي يحتاجون إليها للتعامل مع المسؤوليات المستقبلية، وتعزيز مستوى الرضا الوظيفي، وزيادة معدل استبقاء العمالة.
أُجرِيت مبادرة كوتشينغ في إحدى الشركات بهدف تزويد القادة بمهارات الكوتشينغ. تهدف هذه المبادرة إلى إتاحة تدريبات الكوتشينغ لجميع القادة الموجودين ضمن المؤسسة باعتبارها جزء أساسي من مخططات تطورهم المهني. أصبحت مهارات الكوتشينغ نتيجة هذه المبادرة جزء أساسي من مؤهلات القادة، كما تم ترسيخ ثقافة الكوتشينغ ضمن الشركة.
تم تقديم منهج متكامل لتدريبات الكوتشينغ بهدف تأهيل جميع القادة ضمن المؤسسة.
4. تعزيز القدرة على التعاون
لا تقتصر ممارسات الكوتشينغ على تنمية المهارات الفردية، بل إنها تُعنَى أيضاً بتعزيز فعالية العمل المشترك والتعاون بين أعضاء الفريق الواحد، وذلك عبر تلقين مهارات التواصل الفعّال، وتسوية النزاعات، وتقديم التنازلات والتوصُّل إلى حلول ترضي جميع الأطراف. يساعد الكوتشينغ في نشر ثقافة تراعي اختلاف وجهات النظر، وتشجع على التفاهم والاحترام المتبادل بين الموظفين.
طلب أحد العملاء الحصول على خطة كوتشينغ تساعد في تحسين جودة التواصل والتفاعل بين رؤساء الأفرع والقادة في شركة كبرى. تم استخدام منهجية عمل مصممة خصيصاً لاحتياجات الشركة بهدف تحسين نتائج المحادثات بين أعضاء الفريق، وذلك عبر عقد سلسلة من الجلسات الحوارية الجماعية. لقد نجحت المبادرة في زيادة مستوى الطاقة، والحماس، والثقة بالنفس، والتعاون بين كافة أقسام المؤسسة، بالإضافة إلى تحسين جودة التواصل وتبادل المعلومات بين مختلف العاملين في الشركة.
5. زيادة القدرة على تسوية النزاعات
لا مفرّ من حدوث النزاعات في بيئة العمل، ولكن تؤثر طريقة تسويتها والتعامل معها بشكل كبير على العلاقات بين أعضاء الفريق وإنتاجية العمل في الشركة. يمكن الاستفادة من إجراءات الكوتشينغ في تزويد الموظفين بالوسائل اللازمة لإدارة النزاعات وتسويتها بفعالية بُغية تحويل الصعوبات في مكان العمل إلى فرص للتطور والنمو.
تعرّضت إحدى الشركات متعددة الجنسيات لبعض المشكلات في التفاعل بين فِرَق المبيعات والعملاء. تعمل هذه الشركة في تزويد الخدمات، حيث يحتوي كل خط إنتاجي على فريق مبيعات مسؤول عن حسابات العملاء.
برزت المشكلة عند ازدياد شكاوى العملاء من كثرة اتصالات فِرَق المبيعات التي تعرض عليهم المنتجات والخدمات التي تقدمها، ما أدى إلى إحباط كل من الزبائن وفريق الإدارة لأنَّ التقارير كانت توضع بناءً على المناطق الجغرافية ولا تصدر بحسب الدولة التي يقيم فيها الزبون.
لقد ساعد تطبيق الكوتشينغ في مكان العمل في توضيح التحديات التي يواجهها كل من الزبائن وفِرَق العمل، مع نيّة اعتماد نظام يركز على إدارة العلاقات بين مختلف الأقسام ضمن المؤسسة والتفاعلات مع الزبائن. تهدف هذه المبادرة إلى تصميم تجربة عملاء متكاملة ومتسقة.
6. تحسين الإنتاجية
يهدف الكوتشينغ إلى تقديم الدعم والإرشاد ومساعدة الموظفين في التعامل مع التحديات المهنية بفعالية أكبر، مما يعزز من قدرتهم على التركيز على المهام، ويسهم في زيادة مستوى إنتاجيتهم. يساعد الكوتشينغ من ناحية أخرى في زيادة مستوى رضا الموظفين واندماجهم والمساهمة في تأمين بيئة إيجابية تعزز إنتاجية العمل.
اشتكت إحدى المؤسسات من انخفاض فعالية العمل نتيجة قِدَم البنى التنظيمية وإجراءات العمل التي يطبقها الموظفون. أرادت الشركة أن تتحقق من نتائج تطبيقات الكوتشينغ في أقسام المشتريات، والموارد البشرية، والإشراف، والشؤون المالية والقانونية، وكيف يمكن أن تستفيد الفِرَق داخل المؤسسة من الكوتشينغ في تحسين الإنتاجية والأداء العام لمختلف الوظائف في المؤسسة.
لقد ساهم تطبيق الكوتشينغ في مكان العمل في تعزيز قدرة الموظفين على إدراك المشكلات الناجمة عن الأنظمة والإجراءات القديمة، بالإضافة إلى تشكيل فِرَق عمل تمتلك المؤهلات اللازمة للتعامل مع هذه المشكلات وتحسين إنتاجية العمل ضمن المؤسسة.
يساعد ترسيخ الكوتشينغ ضمن إستراتيجية عمل المؤسسة في زيادة مستوى رضا الموظفين، وفعالية العمل، وجودة النتائج التي تحققها الشركة.
في الختام
يشهد قطاع الأعمال التجارية تقلبات وتغيرات مستمرة وغير محسوبة، وهنا يبرز دور ثقافة الكوتشينغ في التشجيع على المحادثات الصريحة والبنَّاءة، وزيادة قدرة الموظفين والفِرَق على حل المشكلات.
يساعد ترسيخ ثقافة الكوتشينغ في المؤسسة في تطوير أنظمة العمل، ويؤدي دمجها مع القيادة التي تركز على التفكير المستقبلي إلى تحسين الأداء والإنتاجية في ظل التغييرات المتسارعة في قطاع العمل.
أضف تعليقاً