5 نصائح لتعزيز قدرتك على الإبداع

يكشف علم الدماغ أنَّ الإبداع عبارة عن مهارة، مثلما يُعَدُّ هبة يجب أن تكون ممتناً لامتلاكها، وبصرف النظر عن مجال عملنا أو خبرتنا، وسواء كنَّا مخترعين عباقرة أم رواد أعمال أذكياء أم علماء مبتكرين أم كُتَّاباً واسعي المُخيِّلة، إلَّا أنَّنا نسعى جميعاً إلى أن نكون أكثر إبداعاً وقدرةً على الابتكار، ونريدُ جميعاً أن نكونَ مبتكرين.



يرى العديد منَّا أنَّ الإبداع عبارة عن هبة رائعة أو شيء يشبه الموهبة السحرية التي يمتلكها بعض الأشخاص بالفطرة، لكنْ مثلما أنَّه من الممكن أن نُعبِّرَ عن الإبداع بطرائق مختلفة، فإنَّه من الممكن تعلُّمه وصقله مثل أيَّة مهارة أخرى.

لا يُوجَدُ أفق في عالمنا المُعاصر للأشخاص العاديين والرتيبين؛ بل العقل المُبتكِر والذكي هو المفتاح للنجاح؛ ولذلك سنقدِّم في هذا المقال 5 نصائح تساعدك على تدريب عقلك كي تصبح أكثر إبداعاً وابتكاراً.

5 نصائح تساعدك على تدريب عقلك كي تصبح أكثر إبداعاً:

1. تدرَّب على استخدام جانبَي الدماغ:

لا تصدِّق الخرافة التي تدَّعي أنَّ الأشخاص الذين يستخدمون بشكل أساسي الجانب الأيمن من دماغهم هم أكثر إبداعاً من الأشخاص المنطقيين والذين يستخدمون بشكل أساسي الجزء الأيسر من الدماغ، يجب أن تكون أكثرُ الأفكار إبداعاً منطقيةً ومعقولةً في نفس الوقت كي تحقق النجاح، كما أنَّه يجب أن تكون أكثر الإجراءات التي تتَّصِف بأنَّها علمية وتحليلية فريدة في نفس الوقت ومُبتكرة وإبداعية.

أظهرَ بحث قام به عالِم الأعصاب الأمريكي روجر سبيري (Roger Sperry) عن فرضيته حول جانبي الدماغ في عام 1960 أنَّ بعض النشاطات - مثل التفكير المكاني وتقدير الجمال - تُحفِّز الجانب الأيمن من الدماغ، وأنَّ النشاطات من قبيل التفكير التحليلي واللغة تُحفِّز الجانب الأيسر من الدماغ.

لكنْ يجب أن يعمل الدماغ بشكل كامل من أجل التوصُّل إلى فكرة إبداعية؛ حيث يتطلَّب ذلك التفكير الجانبي "وهو أسلوبٌ لـ حل المشكلات يقتضي الخروج عن الأنماط المألوفة في التفكير، والتفكير بطريقة أوسع بكثير من المُعتاد"، أو غير ذلك من الأساليب التي تجعلنا ننظر إلى الأمور بطريقة مختلفة. عندما نفكِّر خارج الصندوق، فإنَّنا نتوصَّل إلى طرائق جديدة لحل المشكلات والتعامل مع الصعوبات.

اعمَلْ على تنمية كامل دماغك من خلال استخدام جانبيه الأيمن والأيسر، وجرِّب حل الأحاجي وفنَّ طي الورق، أو قُمْ بنشاطات يومية مثل كتابة اسمك أو تنظيف أسنانك باستخدام اليد التي لا تستخدمها عادة.

ابدأ بالنظر إلى الأشياء بطريقة مختلفة؛ أي من خلال طريقة التفكير الجانبي كما ذكرنا. ربما تقوم بذلك من خلال ارتداء ساعة يدك بطريقة مقلوبة أو استخدام هاتفك بطريقة مقلوبة. جرِّب أن تكتبَ بطريقة عكسية، فهذا ما كان يفعله ليوناردو دافنشي (Leonardo Da vinci)؛ حيث كان يكتب ملاحظاته بطريقة عكسية "من اليمين إلى اليسار".

2. تحلَّ بالشغف للمعرفة:

سيُعزِّز شغفك للتعلُّم طوال الحياة من قدراتك الإبداعية، ويتطلَّب العقل المبدع والذكي تغذية مستمرة بالمعلومات؛ إذ ستزوِّد دماغك من خلال التطور والتعلُّم المستمر بأفكار جديدة، وستطوِّر طريقة تفكيرك. اسعَ إلى أن تكون واسع الأفق ومنفتحاً على تعلُّم مفاهيم وأشياء جديدة.

يتضمَّن هذا الاستعداد لتجربة أفكار جديدة وليس المسارعة إلى الرفض، ولا يحدث التواصل من طرف واحد؛ إذ يجب أن تكون مستعداً للتساؤل عن كل شيء؛ وبذلكَ تبقى متحفِّزاً وفضولياً لاكتشاف العالم المحيط بك.

اسعَ إلى تطوير المعرفة العمودية؛ والتي تعني التعمُّق في موضوع معيَّن، والمعرفة الأفقية؛ والتي تعني امتلاك خلفية واسعة من المعرفة حول الكثير من الأشياء.

سيمنحك امتلاك قاعدة معارف واسعة في مُختلَف المجالات القدرة على التوصُّل إلى أفكار جديدة، في حين سيمنحُكَ التعمُّق في مجال معيَّن وجهة النظر اللازمة للابتكار في ذلك المجال.

3. اشرحْ الأشياء لنفسك:

تتطلب القدرة على الإبداع أيضاً أن تكون قادراً على فهم المعلومات التي حصلتَ عليها، فقراءة كتاب ودراسة موضوع معيَّن شيء، ولكنَّ قدرتك على شرح هذا الموضوع لشخص آخر أو لنفسك هي أمر مختلف كلياً؛ إذ تُظهِرُ قدرتك على شرح المعارف الجديدة أنَّك حللت واستوعبتَ المعلومة بشكل عميق، وإذا كنت قادراً على شرح شيء ما لنفسك، فيمكنك أيضاً أن تتوسع في معرفته، وإعادة صياغته من خلال نظرتك الخاصة، أو حتى التوصل إلى أفكارك الخاصة حول هذا الموضوع. يمكنك الاعتماد على الأفكار التي تعرَّفت إليها وصياغة مفاهيم جديدة.

حتى تكون بارعاً في الشرح؛ يجب أن تكون بارعاً في الاستماع، ففي نهاية المطاف لا يمكنك أن تستوعب وتحفظ المعلومات إذا لم تصغِ بعناية إلى ما قيل، واعتد على إعادة شرح المعلومات لنفسك لترسيخ ما اكتسبته من معارف بشكل أفضل، ويمكن أن تساعدك هذه العملية في مجالات من أجل تحسينها؛ مما يُعزِّز قدرتك على العصف الذهني، والانطلاق من المفاهيم التي تعرَّفتَ إليها للتوصُّل إلى أفكار جديدة.

إقرأ أيضاً: لماذا يُعدُّ التعلم الذاتي عاملاً هاماً في استراتيجية التعليم والتطوير؟

4. خصِّص بعض الوقت لاستخدام جانبك الإبداعي:

هل سبق لك أن بذلتَ الكثير من الجهد في القيام بعملك وأداء مهامك التي تتطلَّب منك حل المشكلات، وكنتَ تشعر خلال قيامك بذلك بأنَّك تقوم بذلك على عجلة، لتكتشف لاحقاً أنَّ معظم أفكارك غير ضرورية ولم تحصل عليها من خلال الإلهام؟

وفقاً لمجلة هارفارد بزنس ريفيو (Harvard Business Review) فإنَّنا نميل بشكل طبيعي إلى الاستمرار في العمل على حل مشكلة ما حتى عندما لا نُحقِّق تقدُّماً، فعندما نعمل على حل مشكلة تتطلَّب الإبداع، فإنَّنا غالباً ما نصل إلى أفق مسدود دون أن ندرك ذلك، وتُظهِرُ الأبحاث أنَّه من الضروري أخذ استراحات على فترات منتظمة لإعطاء دماغك فرصة لتجديد أفكاره.

اضبط المؤقت وعندما يرن غيِّر المَهمَّة التي تعمل عليها. قم بشيءٍ آخر لبعض الوقت، ومن ثم عُدْ إلى المَهمَّة السابقة، وسيساعدك هذا على تفعيل قدراتك الإبداعية والتوصُّل من خلال مهارة حل المشكلات لديك إلى حلول مبتكرة ومفيدة.

إذا كنتَ تواجه مشكلة، فحاوِلْ أن تتعامل معها من وجهة نظر مختلفة، وقد يكون من المفيد أن تتعامل مع المشكلة بطريقة عكسية؛ أي أن تبدأ من الحل، أو تقوم بالنظر إليها من زاوية مختلفة وتضع تصوُّراً لها وفقاً لذلك.

إقرأ أيضاً: 4 طرق لاستخدام رواية القصص في التدريب

5. أطلِق العنان لمخيلتك:

من الأشياء التي يمكنك القيام بها لصقل قدراتك على الإبداع هي الاستفادة من المخيلة والبراعة التي كانت لديك في مرحلة الطفولة، فقد كنَّا نحب جميعاً لعب الأدوار عندما كنَّا صغاراً، وتعلَّمنا كيف نُنشِئُ عالماً من وحي خيالنا يكونُ فيه كل شيء ممكناً. كنَّا نستمتع بتحدي أنفسنا من خلال ألعاب واختبارات لمهاراتنا.

أعطِ نفسك الوقت الذي يسمح لك بالتساؤل بفضول والاكتشاف وأحلام اليقظة، ومن ثمَّ استخدِمْ هذه الأفكار التي تحصل عليها كجزء من عملية العصف الذهني، واختبرْ نفسك من خلال تدريبات على الإبداع مثل الرسم أو كتابة قصة خيالية. احتفظ بدفتر يوميات تدوِّن عليه أفكارك مهما كانت خيالية أو غير عملية؛ لأنَّ إعطاء نفسك الوقت كي تتخيَّل وتفكِّر في حل المشكلات هو طريقة رائعة لتقوية قدرتك على الإبداع، وإذا تمتَّعتَ بعقلية مفعمة بالخيال ومنفتحة على كل الاحتمالات ومتوازنة ومليئة بالمعرفة، فستبدأ عبقريتك وإبداعك بالظهور.




مقالات مرتبطة