على الرغم من أنَّ الأسئلة تثير القلق، إلا أنَّ السماح بطرحها أثناء التدريب والعروض التقديمية يسهم في تحسين عملية التعليم والتعلم. وتجدر الإشارة إلى أنَّ تجارب المدربين ومقدمي العروض تؤثر في تجارب الجمهور؛ فيزداد اندماج الحضور ويتعلمون أكثر كلما كان المدربون مندمجين.
يمكن أيضاً تعزيز الاندماج في الصفوف الدراسية والعروض التقديمية عبر إنشاء بيئات إيجابية تشجع على التعلم، وذلك من خلال الإعداد والخبرة والمصداقية والاهتمام. تُعد الأسئلة التي يطرحها الحضور فرصة لإظهار تلك السمات ومدى خبرة المدربين ومعرفتهم.
5 نصائح لتعزيز اندماج المدربين ومقدمي العروض
نستعرض فيما يلي 5 نصائح لتعزيز اندماج المدربين ومقدمي العروض وقدرتهم على الإجابة عن أسئلة الحضور بثقة.
1. ابتسم وتنفس ثم فكر وأجب
حينما يطرح عليك الحضور أي سؤال، من الطبيعي أن تشعر بالقلق والإثارة في نفس الوقت. للمساعدة في إدارة القلق والسيطرة على حماستك، عليك بالابتسام أولاً. هذه الابتسامة ليست من أجل الحضور (على الرغم من أهمية ذلك في التواصل معهم)؛ لكنها تعزز الشعور بالهدوء، وتزيد المشاعر الإيجابية، وتغير نظرتنا السلبية لأسئلة الحضور. ننصحك بالابتسام حتى لو كان الشخص الذي يطرح السؤال لا يستطيع رؤيتك (في حال كنت تجري معه مكالمة صوتية)، وذلك لفوائده الجمة.
الخطوة التالية هي التنفس، والذي يساعد في تنظيم العواطف، ويوفر بعض الوقت كي تفكر في السؤال ولا تتسرع في الإجابة عنه. بعد اختيار إجابتك بهدوء وتفكُّر، قدِّمها للجمهور بثقة دون الشعور بالندم لاحقاً. هذه الخطوات الأربعة التي تتمثل في الابتسام والتنفس ثم التفكير والإجابة، هي عملية بسيطة لتنظيم مشاعر التوتر والحماسة عند تلقِّي الأسئلة، لتتمكن من صياغة الإجابات بصورة أفضل.
2. قدر السائلين واشكرهم
عند التدريب وتقديم العروض ونتيجة التركيز على أدائنا، قد نغفل عن أنَّ الأشخاص الذين يطرحون الأسئلة ربما يشعرون بالقلق أيضاً؛ إذ يثير التحدث أمام الجمهور الخوف في النفس، ويختبر الأشخاص الذين يطرحون الأسئلة المشاعر ذاتها. لذا، من الهام شكر الحضور على تقديم رأيهم والمخاطرة بطرح أسئلتهم أمام بقية الجمهور، والتأكيد على أنَّها مثيرة للاهتمام. يُثبِت هذا للحضور أنَّ المقدِّم يود سماع أفكارهم ويرحِّب بأسئلتهم. يسهم تقدير السائلين وشكرهم في التواصل مع الجمهور وتخفيف قلق الطرفين بشأن طرح الأسئلة.
3. انتبه للغة جسدك
لغة الجسد هامة للغاية عند الإجابة عن أسئلة الجمهور، ويجب الانتباه لها لضمان استمتاع الجميع بالتجربة. على سبيل المثال: من الهام التواصل البصري مع الشخص الذي طرح السؤال وتوجيه جسدك نحوه واتخاذ خطوة صغيرة تجاهه أو الابتسام، للتأكيد على أنَّك تصغي إليه وتحترم سؤاله، أما إذا تجنبت التواصل البصري أو عقدت ذراعيك أو اتجهت بعيداً عنه أو عبست، فذلك يُظهر انزعاجك من السؤال.
تشير لغة جسدنا إلى مدى ارتياحنا حين نتلقى الأسئلة ونجيب عنها، وعلى الرغم من أنَّ لغة الجسد غالباً ما تكون تلقائية، لكن مع التدريب والممارسة، يمكننا تنظيمها والتحكم بها حين تُطرح علينا أسئلة أثناء التدريب أو تقديم العروض.
4. اعترف أنَّك لا تعرف الإجابة مع اقتراح حلول بديلة
حين نتلقى أسئلة أثناء التدريب أو تقديم العروض، قد نخشى أن نبدو غير ملمين بالمحتوى الذي نقدمه نتيجة عدم معرفة الإجابات عن بعض الأسئلة، لا سيما إذا كانت أسئلة صعبة. لكن حتى لو حدث ذلك، يمكننا إثبات مدى اهتمامنا ومعرفتنا للجمهور؛ فإذا طرح أحدهم سؤالاً يحتاج إلى إجابة تستند إلى الحقائق، يمكن أن تخبره بأنَّك لا تعرف الإجابة حالياً، ثم البحث عنها وتقديمها له لاحقاً.
سجل السؤال في دفتر ملاحظاتك؛ لأنَّ ذلك يُظهر مدى اهتمامك به، ويجعلك تتذكر البحث عن الإجابة فيما بعد. خصص دوماً بعض الوقت في بداية كل درس أو محاضرة لمناقشة الإجابات التي بحثت عنها، مما يُثبت للحضور أنَّك تهتم بأسئلتهم. من الممتع الإجابة عن الأسئلة في الصف أو عند تقديم عرض، أو على الأقل تقديم معلومات مثيرة للاهتمام حول أسئلة الحضور ومحتوى الدرس حين لا تتمكن من العثور على إجابة دقيقة عند البحث.
إحدى الاستراتيجيات الأخرى التي يمكنك استخدامها أيضاً حين تتلقى سؤالاً لا تعرف الإجابة عنه هي تبادل الأفكار مع الحضور. على سبيل المثال: يمكن أن تناقش في الصف طريقة العثور على الإجابة، مثل البحث في المكتبة عن مصادر أو دراسات، أو تصميم دراسة بحثية حولها؛ فهذه الاستراتيجيات هامة لتنمية التفكير النقدي حول محتوى الدورة أو موضوعات البحث، واستخدام الأساليب المناسبة للبحث واكتساب المعرفة.
وحتى لو لم نعرف الإجابات عن الأسئلة التي تُطرح علينا، يمكننا استثمار ذلك في بناء الألفة مع الحضور عبر إظهار احترامنا لأسئلتهم، إلى جانب معرفتنا واهتمامنا.
5. تقبل جميع الأسئلة
تمنح الأسئلة فرصاً للتواصل مع الحضور سواء خلال التدريب أم العروض التقديمية، مما يسهم في تعميق الفهم وإثراء التجربة لكلاً من الحاضرين والمُقدمين؛ فالحضور يعبِّرون عن استفساراتهم أمام بقية الجمهور على الرغم من صعوبة الموقف لجمع المزيد من المعلومات حول المحتوى، فيُظهرون ثقتهم بالمقدِّم واهتمامهم بما يعلِّمه.
تسهم هذه الأسئلة في تحسين تجربة التعليم عبر تعزيز قدرة المقدِّمين على تعويض النقص في المحتوى، أو إعادة شرح المحاور الغامضة، أو التوسع بالموضوع بطرائق مثيرة للاهتمام ومناسبة للجمهور.
في الختام
تُعد الإجابة عن الأسئلة أمراً مفيداً وممتعاً بالنسبة للحضور والمقدِّمين على حد سواء. وعلى الرغم من أنَّ طرح الأسئلة أمر مخيف ويثير التوتر، ولكن يجب أن نرحِّب به ونشجع عليه عند التدريب أو تقديم العروض. تعزز هذه النصائح الخمسة اندماج الحضور والمقدِّمين، وتجعل تجربة الإجابة عن الأسئلة مفيدة للطرفين.
أضف تعليقاً