وعليه، يدرك هؤلاء القادة أهمية الكوتشينغ، وأنَّ هذه الشراكة تعتمد اعتماداً كبيراً على كيفية تفاعلهم مع مَن يقودونهم، وذلك عبر الإصغاء إليهم وفهمهم وطرح الأسئلة وتقديم التغذية الراجعة لهم خلال حوارات الكوتشينغ.
5 مهارات أساسية لتقديم الكوتشينغ
1. الإصغاء
يعني الإصغاء بفضول إظهار اهتمام حقيقي بما يقوله الآخرون، وهو أمر هام للغاية في جلسات الكوتشينغ؛ إذ نصغي أحياناً دون صبر واهتمام، ونركز على جدول أعمالنا أو الفكرة التي سنطرحها، مما يؤثر سلباً في النقاش. لكن، يجب أن تُظهر فضولك بما يقوله الآخر، ولا تتحدث وحدك طوال الوقت، وتتجنب مقاطعته ما استطعت. حدد وتيرة المحادثة وركز فيها على هدف محدد.
2. فهم ما يقوله متلقي الكوتشينغ
قد يبدو أحياناً أنَّك تصغي إلى الشخص بفضول، ولكنَّك لا تستطيع فهم ما يقوله. لذا، ركز على فهم ما يُقال وتحليله؛ إذ عليك أن تنتبه إلى الكلمات والإيماءات وفهم أفكار وعواطف ومشاعر الآخر، وذلك عبر تحديد وتيرة المحادثة ووضع نفسك مكانه.
3. إعادة ما قاله متلقي الكوتشينغ بدقة
يُثبت إعادة ما قاله متلقي الكوتشينغ بدقة أنَّك فهمت المعلومات المناسبة، كما يتيح ذلك للشخص سماع ما قاله والتأكد مما إذا كان هذا بالضبط ما كان يقصد قوله. يمكنك إعادة ما قاله الآخر عبر ما يلي:
- إعادة الصياغة: أعد صياغة الفكرة الأساسية بكلماتك الخاصة، أو كرر قول ما سمعته باستخدام نفس الكلمات التي استخدمها الآخر.
- التلخيص: عندما تتلقى الكثير من المعلومات، يمكنك تلخيص الرسالة الأساسية باستخدام جمل قصيرة وموجَزة. لا يقدم الأشخاص المعلومات بأسلوب منظَّم خلال المحادثات أحياناً. لذا، عليك مساعدة متلقي الكوتشينغ على التركيز على أفكاره الهامة.
- تكرار الكلمات الهامة: عندما تكرر كلمات هامة قالها متلقي الكوتشينغ، يدرك أنَّك سمعت ما يهمه حقاً، الأمر الذي يجعله يشعر بأنَّك تصغي إليه وتفهمه.
4. طرح الأسئلة
يؤدي طرح الأسئلة إلى توسيع نطاق المحادثة. اطرح أسئلة مفتوحة تتيح استكشاف المزيد من المعلومات عن متلقي الكوتشينغ؛ فهذه الأسئلة تعطيه فرصة للبحث في مكنونات نفسه عن إجابات.
عندما يكتشف متلقي الكوتشينغ الإجابات بنفسه، يمنحه ذلك شعوراً بالقوة؛ لأنَّ أسئلتك تجعله يرى أنَّك تؤمن به، ويهمك رأيه ومعلوماته وخبراته، فتكسب بذلك ثقته.
5. تقديم التغذية الراجعة البنَّاءة
غالباً ما يُعتقَد أنَّ التغذية الراجعة نقدية بطبيعتها، ولكن ليس من الضروري أن يكون الأمر كذلك. يتوخى الكوتشز الناجحون الحذر عند تقديم التغذية الراجعة؛ لأنَّهم يعرفون أنَّ التغذية الراجعة الرديئة أو الناقصة تعرقل متلقي الكوتشينغ أو حتى تسبب له الشعور بالنقص. يتجنب الكوتش الناجح استخدام التغذية الراجعة كوسيلة لإظهار مدى خبرته؛ لأنَّ التغذية الراجعة الغامضة أو التي تنم عن الغرور تدفع متلقي الكوتشينغ إلى اتخاذ موقف دفاعي، مما يدمر ثقته به، والتي هي أساس العلاقة. يجب أن يسعى الكوتشز لتقديم تغذية راجعة واضحة ومناسبة لمتلقي الكوتشينغ ومفيدة وإيجابية وبعيدة عن الانتقاد.
أضف تعليقاً