4 نصائح لوضع خطة تدريب فعالة

يحتاج المرء في أي منظمة لكي يجري عمليات التغيير والتحسين إلى وضع خطة جيدة أولاً، وفي الشركات العالمية متعددة الجنسيات، قد يكون التعاون بين الفروع المختلفة في جميع أنحاء العالم أمراً صعباً، وإنَّ انضمام العديد من الجهات الفاعلة وإدماجها جميعاً مع ضمان التوافق والنزاهة واستمرار سَير العمل، هو أمر هام في نجاح كل نشاط، لكنَّه يمكن أن يكون عملاً صعباً أيضاً، لذلك، يجب على كل شركة تطبيق برنامج تدريب فعَّال للموظفين واستراتيجية تطوير يتضمنان إرشاداتٍ لتطبيق التغييرات، وفي هذا المقال، سنلقي نظرةً على مثل هذه الاستراتيجيات ونكتشف ما الذي يمكن أن تفعله التطورات التكنولوجية لتسهيل عملية التغيير وجعلها أكثر سلاسةً.



ما هي استراتيجية التدريب والتطوير؟

لتبسيط الأمر، استراتيجية التدريب والتطوير هي أداة مصممة لربط مهارات الموظفين مع أهداف الشركة، وهذه العملية ليست ثابتة وتتطلب تعديلاً دائماً، وذلك لأنَّ أهداف العمل تتغير بين الفينة والأخرى، ويعد تعيين موظفين يمتلكون المهارات اللازمة أمراً متغيراً يجب التفكير فيه باستمرار، حتى إنَّ أفضل الشركات تشهد تنقلاتٍ للموظفين داخل الشركة وخارجها.

إنَّ استراتيجية التعلم والتطوير بوصفها أداة يجب أن تكون مرنةً بما يكفي لتكون بمنزلة قائمة من المبادئ التوجيهية أكثر من كونها برنامجاً صارماً، ويجب التأكيد أيضاً على أنَّ هذه الاستراتيجية يجب أن تفيد في تحقيق أهداف الشركة بفاعلية، والاهتمام بأهداف التعلم للموظفين.

فوائد وجود استراتيجية تدريب وتطوير:

إنَّ الوضع الراهن في عالم الأعمال اليوم ليس ثابت أبداً، وفي البيئة المتغيرة باستمرار، يعد التطور والنمو المستمرين مفتاحاً لمواصلة العمل؛ لذلك تحتاج جميع الشركات الكبرى إلى التركيز على التعلم ببساطة لمواكبة سرعة السوق، ويتضمن ذلك الموظفين في جميع المناصب، من الرئيس التنفيذي وكبار الموظفين إلى المتدربين.

تستهدف استراتيجيات التدريب والتطوير مهارات محددة مطلوبة من الموظفين في كل منصب حتى يتمكنوا من الاستمرار في أداء أدوارهم بأفضل طريقة ممكنة، وبالنسبة إلى كبار الموظفين، فهذا يعني تطوير قدراتهم القيادية، وبالنسبة إلى للموظفين بالمراتب المتوسطة، فهذا يعني تحسين مهاراتهم في العمل الجماعي وحل المشكلات والإبداع.

أما بالنسبة إلى المتدربين الداخليين، يعني ذلك اكتساب مزيد من المعرفة العملية والمؤسسية، أو مزيد من الخبرة المتخصصة؛ كل ذلك للحرص على حُسن سير المشاريع والاهتمام بالمواهب والتعامل مع كافة أنواع المشكلات.

وضع استراتيجية تدريب وتطوير ناجحة:

من المؤكد أنَّها عملية معقدة تتطلب التعاون بين إدارات الشركات والموارد البشرية، وتشمل عدة أشخاص في مختلف المناصب والأدوار، والاستعانة بمصادر خارجية وخبراء المادة الاستشاريين، وما إلى ذلك، ونقدم لك فيما يأتي بعض النصائح لوضع خطة تدريب قوية ومرنة وفعَّالة للموظفين الجدد:

1. وثِّق استراتيجية التدريب والتطوير الخاصة بك:

يتفق الخبراء أنَّه أولاً وقبل كل شيء يجب إضفاء الطابع الرسمي على التدريب والتطوير داخل الشركات، فبعض الشركات ليس لديها رؤية واضحة لما يحتاجون إليه ويريدون القيام به للربط بين أهداف الشركة وتدريب الموظفين، وإنَّ وجود استراتيجية يعني وجود مبادئ توجيهية يمكن للمرء الرجوع إليها باستمرار في أثناء اتخاذ القرارات وإدارة المواهب.

يجب أن تتوافق استراتيجية التدريب وتطوير المواهب مع استراتيجية العمل الشاملة للشركة، ويؤكد المتخصصون أنَّ احتياجات ومتطلبات كل شركة فريدة من نوعها، لذا إنَّ الأسلوب أو الأهداف التي تناسب إحدى الشركات لن تناسب الشركات الأخرى بالضرورة.

يسمح تحليل استراتيجيات العمل أولاً بتحديد المهارات الناعمة ومجالات الاهتمام التي ستساعد على تحديد استراتيجية التعلم للموظفين، على سبيل المثال، إذا كانت اهتمامات شركتك تكمن في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيجب عليك التأكد من دمج التدريب على المهارات ذات الصلة في استراتيجياتك.

2. استخدم التكنولوجيا:

في القرن الواحد والعشرين، يجب أن تكون التكنولوجيا أفضل صديق لك، وتعد منصات التعلم الإلكترونية أدوات جيدة لكل شركة، سواء كانت صغيرةً أم كبيرةً، وهذا يسهل التعاون واندماج الموظفين وتدفق المعلومات وإدارة المساهمات الإدارية ونشر المعرفة والمهارات.

باستخدام أدوات التأليف الفعالة يمكنك بسهولة إنشاء دورات تدريبية وبرامج ذات شهادات معتمدة، وبفضل ميزات التعاون يمكنك استضافة تدريب الموظفين وتطويرهم وإدارة المساهمين وتلقي التغذية الراجعة من شركائك والمشاركين.

3. أشرك أصحاب المصلحة:

توجد ميزة أخرى لبرنامج التدريب والتطوير الفعَّال وهي إشراك أصحاب المصلحة في عملية تدريب الموظفين، وسيمنحك تقييم احتياجاتهم ومتطلباتهم وفهمها ودمجها في تدريب الامتثال الخاص بك طريقةً سهلةً للتعامل معهم ومع العملاء الجدد، فإنَّ مطالبتهم بالمشاركة في نشاطات مثل المنتورينغ والمساهمة في استراتيجيات التعلم لشركتك، ستجعلهم يشعرون بأنَّك تهتم بهم وبرأيهم وبأنَّهم يتحملون المسؤولية.

إقرأ أيضاً: إظهار أهمية الكوتشينغ أمام الموظفين وأصحاب المصلحة

4. استثمر في فرص التطوير الوظيفي للموظفين:

عند وضع استراتيجيات التعلم والتطوير، من الهام التفكير في مزايا موظفيك، وتعدُّ فرص التعلم والتدريب من العوامل الهامة التي تُقيَّم من قبل الموظفين المحتملين في أثناء التوظيف وتساعد على الحفاظ على معدلات الاحتفاظ بالموظفين عاليةً.

تتضمن الاستراتيجيات إجراءات طويلة الأمد، ويجب أن يشارك فيها فريقك حتى تتمكن من تحقيق عديد من أهداف التطوير بعيدة الأمد، وهذا سيجعل الاستمرارية بين المتعاونين مفيدةً للغاية.

إقرأ أيضاً: 9 عناصر تجعل برامج تدريب الموظفين ناجحة للغاية

في الختام:

إنَّ تطوير استراتيجية تدريب وتطوير ناجحة ليس بالمهمة السهلة؛ إذ إنَّها تشمل موظفين بمناصب مختلفة؛ لذلك، يجب أن تهدف إلى تلبية احتياجات جميع المناصب وتحسين المهارات والكفاءات الجديدة الأكثر أهميةً لإدارة الأداء، ولقد أثبت الاهتمام بفرص التعلم والتطوير في العمل، وتسهيل مسارات التوظيف داخل الشركات، نجاحاً كبيراً في الحفاظ على معدلات الاحتفاظ بالموظفين مرتفعةً، ولا يمكن تحقيق أي هدف عمل من دون فريق متفانٍ ومتحمس، إذ تبيَّن أنَّ الإصغاء إلى احتياجاتهم والاهتمام بها يساعد على إنشاء بيئة عمل مفيدة وتحقيق أهداف الشركة.




مقالات مرتبطة