لحسن الحظ، يستطيع أي شخص تعلُّم كيفية تعزيز مهاراته في التدريب، إذا كان مهتماً بتحسين نفسه، وقد حدَّدنا 4 سمات أساسية تؤثر تأثيراً كبيراً في فاعلية المدرِّب وقدرته على التواصل مع المتدربين.
ما هي السمات الأساسية للمدرب الماهر؟
يشترك المدربون المهرة بعدة سمات تميزهم عن غيرهم ومنها:
1. التعاطف
إنَّ أبسط تعريف للتعاطف هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين، وعلى الرغم من بساطة هذا التعريف، إلَّا أنَّ فهم الآخرين والتعاطف معهم يحسِّن تجربة التدريب بالكامل.
صنَّفت دراسة أُجريت عام 2021 التعاطف بأنَّه أهم مهارة قيادية؛ إذ أفاد 76% من الأشخاص باندماجهم في جلسات التدريب بسبب تعاطف قادتهم معهم مقارنة بـ 32% من الأشخاص الذين أبدى قادتهم مستوى أقل من التعاطف.
يتولَّى المدرِّب دوراً قيادياً هاماً خلال كل جلسة تدريب، وترى فِرَق التعلم والتطوير التي تركِّز باستمرار على اندماج المتدربين، أنَّ التعاطف يؤثر تأثيراً كبيراً في ذلك، وإليك بعض الأساليب لزيادة تعاطف المدرِّبين:
- الإيفاء بالتزاماتهم مع الآخرين.
- الإصغاء في المحادثات.
- تحديد الصعوبات التي يواجهها المتدربون، والأساليب البسيطة التي تستطيع من خلالها مساعدتهم.
2. التنظيم
يُعدُّ التنظيم سمة رائعة إلى جانب التعاطف؛ إذ يدرك معظمنا الإحباط الناتج عن المشاركة في دورة تدريب غير منظمة ويصعب متابعتها، فالوقت اللازم للمشاركة في التدريب وإكماله هام للغاية، ويجب أن يشعر المتدرِّبون بأنَّ التدريب يستحق وقتهم.
انظر في الإجابات التي تتلقاها من استطلاعات الرأي التي تجريها بعد التدريب، وابحث عن الإجابات التي تشير إلى إحباط أو ارتباك المتدرِّبين، أو أي إشارة إلى أنَّهم لم يستفيدوا من التدريب؛ إذ قد تدلُّ هذه المؤشرات على أنَّهم خضعوا لتدريب غير منظم.
إليك فيما يأتي نصائح للمدربين الذين يرغبون بتعزيز مهاراتهم التنظيمية:
- سجِّلْ جميع مهام وخطط التدريب.
- تجنَّبْ تعدُّد المهام، وقلِّلْ من عوامل التشتيت عند العمل بتركيز.
- استفِدْ من برامج إدارة المشروعات أو الأدوات التنظيمية الأخرى، وإذا لم تكن متوفرة، فاعمَلْ مع الفريق لتحديد الخيارات التي تلبِّي احتياجات المنظمة على أفضل وجه.
3. الاعتماد على البيانات
قد يبدو للوهلة الأولى أنَّ الاعتماد على البيانات يتعارض مع التعاطف، لكنَّ المدربين الماهرين يجب أن يكونوا قادرين على تحقيق التوازن بين الأمرين بفاعلية، حتى إنَّ الاعتماد على البيانات يطمئن المتدرِّبين بأنَّ تجربتهم التدريبية ليست قائمة على الحدس أو المشاعر فقط؛ بل مدعومة ببيانات يمكن التحقق منها.
قد تتضمن البيانات معلومات هامة للمدربين الذين يسعون لزيادة اندماج ورضى المتدربين عن التجربة التي يقدِّمونها لهم، فعند مراجعة بيانات استطلاعات الرأي وتقارير نظام إدارة التعلم، على المدربين تحديد الجوانب التي تتطلب تحسين، واستخدام أساليب للحصول على بيانات إضافية قد تكون مفيدة في المستقبل؛ لذا من الهام اختيار نظام إدارة تعلُّم فعال في إعداد التقارير، وإلَّا لن يعرف المدرِّبون الجوانب التي يجب تحسينها.
4. الالتزام بالتعلم مدى الحياة
إنَّ التعلم مدى الحياة هو مبدأ أساسي يدفع بفِرق التعلم والتطوير للتقدُّم؛ لذلك على كلِّ مدرِّب تبنِّي طريقة التفكير هذه، وعلى المدرِّب الناجح إبداء شغفه بالتعلم، فالمتدرِّبون يدركون الفرق بين المدرِّب الملتزم بالتعلم مدى الحياة، والمدرِّب غير الملتزم بذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يستطيع المدرِّبون الاعتماد على هذا الدافع للتعلم والنمو باستمرار عند مواجهة النكسات أو الانتقادات أو الصعوبات، ويساعدهم على تجاوز العقبات، وإليك 3 أشياء يمكنك القيام بها لاكتساب عقلية التعلم مدى الحياة:
- التحلي بالفضول.
- تطوير القدرة على التركيز العميق.
- تخصيص 30 دقيقة كل يوم لتطوير مهارة جديدة أو تعلم شيء جديد.
في الختام
قد لا يشعر المدرِّبون بالثقة التامة في قدراتهم؛ لذا من الطبيعي ألَّا يكتسبوا المهارة بين عشيَّة وضحاها، فأفضل المدرِّبين هم أولئك الذين يرغبون في التحسين، ويحفِّزون أنفسهم.
بالنسبة للمدرِّبين الذين يحسِّنون أنفسهم، فإنَّ السمات الأربعة التي تطرَّقنا إليها في هذه المقالة وهي التعاطف والتنظيم والاعتماد على البيانات واكتساب عقلية التعلم مدى الحياة، هي من أكثر الصفات تأثيراً، والتي يجب التركيز عليها، وعلى الرغم من أنَّ هذه الخصائص قد تتطلب سنوات لإتقانها، إلَّا أنَّها تستحق الجهد المبذول.
أضف تعليقاً