3 معايير لنجاح أنشطة بداية جلسة التدريب

سواء كنتَ تسميها نشاطات كسر الجمود أم كسر الجليد أم نشاطات بداية الجلسة أم نشاطات الإحماء، فهي ضرورية في كل بيئة تدريب.



يمكن لنشاطات بداية الجلسة الجيدة أن تضبط الوضع وتمنح المعلومات اللازمة لاندماج المتعلمين بسرعة، كما يمكنها إثارة الاهتمام ومساعدة المتعلمين على دعمِ أهداف الجلسة التدريبية وتهيئة مناخ يشجِّع على التعلُّم.

لماذا تُعَدُّ نشاطات بداية الجلسة هامة؟

توجد 4 أسباب على الأقل لاستخدام نشاطات بداية الجلسة وهي:

  1. الترحيب بالمتعلمين وجعلِهم يشعرون بالراحة: يساعدهم ذلك على التركيز في أهداف التعلُّم والبدء بالنقاش.
  2. الحصول على معلومات عن المتعلمين: ما سبب حضورهم الجلسة؟ ما درجة معرفتهم بموضوع التدريب؟ ماذا يريدون أن يتعلموا؟ ما البيئة والثقافة التي ينتمون إليها؟
  3. إعطاء المعلومات للمتعلمين: يجب أن تُعزِّز مصداقيتك، وتحدِّد القواعد الأساسية، وتوفِّر محتوى البرنامج ومعلومات العملية، إلى جانب الجدول الزمني.
  4. الانتقال إلى وحدة التعلُّم الأولى: قدِّم نشاطاً أولياً شديد التركيز؛ إذ يجذب المتعلمين إلى المحتوى ويقتضي منهم التركيز فيه.

معايير اختيار نشاطات بداية الجلسة:

سنُشارك معك فيما يلي بعض المعايير التي ستجعل نشاطات بداية الجلسة هامة وهي:

1. الارتباط بموضوع الجلسة:

اختَر أو صمِّم نشاطات بداية الجلسة التي تعزز أو تُكمل أفكار التعلُّم لجلستك؛ إذ يُوضِّح هذا للمُتعلِّمين أنَّك لن تُضيعَ وقتهم في ممارسة الألعاب أو إجراء نشاطات لا علاقة لها بعملهم.

على سبيل المثال إذا كنتَ تجري جلسةً حول مراعاة الحساسية الثقافية، فيمكنك اختيار نشاط البداية عن الوعي بثقافة الآخرين، أو إذا كنتَ تُجري جلسةً حول تسهيل التعلُّم الإلكتروني، فقد يكون نشاط بداية الجلسة سؤالاً بسيطاً مثل: "هل شاهدتَ أو سمعتَ مدرباً يفعل هذا النشاط عبر الإنترنت وكان غير فعَّال حقاً؟"

2. إشراك الجميع:

ماذا يحدث إذا استخدمتَ نشاطات بداية الجلسة ولم يشارك بعض المتدربين؟ قد يرسل ذلك رسالةً مفادها أنَّه لا بأس في عدم القيام بذلك، ويمكن أن يجعل الشخص الذي لا يشارك يشعر بأنَّه غير هام وغير مرغوب، فحدِّد نشاطاً لبداية الجلسة ويسِّره بطريقة تشمل جميع المتعلمين في الفصل سواء كان التدريب مباشراً أم افتراضياً.

3. جعل النشاط منخفض المخاطر:

ضع في حسبانك المتدربين ومستوى راحتهم، واعلَم أنَّ مستوى المخاطرة يختلف من شخص إلى آخر؛ على سبيل المثال يُعَدُّ سؤال الأشخاص عن أكثر اللحظات إحراجاً بالتأكيد مخاطرة كبيرة بالنسبة إلى الكثيرين، فتذكَّر أنَّ نشاط بداية الجلسة يحدد مصير ورشة العمل بأكملها، وإذا جعلتَ المتعلمين يشعرون بعدم الارتياح منذ البداية، فلن يندمجوا معك.

بعض الأمثلة نشاطات بداية الجلسة:

فيما يلي بعض الأمثلة عن نشاطات بداية الجلسة التي يجب عليك استخدامها اعتماداً على موضوعك:

1. النشاطات المشتركة:

قسِّم المشاركين إلى مجموعات صغيرة، واطلُب منهم تقديم أنفسهم واكتشاف ثلاثة أمور مشتركة بين جميع أعضاء المجموعة، فهذه الطريقة رائعة ليتعرَّف الأشخاص إلى بعضهم بعضاً، ويمكن استخدامها في ورش عمل حول بناء الفريق أو التواصل أو مهارات الإصغاء أو استخدام الموارد أو تأهيل الموظفين.

2. نشاطات التعارف:

قسِّم المشاركين إلى مجموعات ثنائية، واطلُب من كل شخص أن يعرف ثلاثة أمور عن شريكه، ثم يقف أمام الجميع ويُعرِّف شريكه، فهذا النشاط رائع لمهارات العرض أو التلخيص، فهو لا يسلِّط الضوء على مقدم العرض؛ وذلك لأنَّه يتحدث عن شخص آخر، كما أنَّه يوفِّر فرصة ممارسة أخرى لبناء المهارات وتعزيز الثقة.

3. الألغاز والألعاب:

توجد الكثير من نشاطات بداية الجلسات التي تتضمَّن الألغاز والألعاب، والأمر الرائع في ذلك هو أنَّ النشاطات تُصنَّف إلى فئات حسب الموضوع.

4. اختيار كلمة وتشكيل جملة:

أَحضِر بطاقات واكتُب عليها بعض الكلمات، وقسِّم المشاركين إلى مجموعات ثنائية أو مجموعات صغيرة، واطلُب من كل مجموعة اختيار بطاقة، ثم إنشاء جملة باستخدام الكلمة المُختارة التي تعكس توقعاتهم لليوم، ويمكن استخدام هذا النشاط كبداية لجلسات يومية متعددة أو كنشاط ختامي؛ إذ سيخرُج المتدربون بشيء يرغبون في تذكُّره أو تعلُّمه من التدريب، وفيما يلي بعض الأمثلة عن الكلمات التي يمكنك استخدامها:

"الإدراك، الأهمية، الإبداع، المرح، المرونة، إثارة الإعجاب، الحماسة، الأداء".

يجب أن يكون نشاط بداية الجلسة فعَّالاً:

يجب التعامُل مع نشاطات بداية الجلسة بصورة جيدة، ويتبع هذا النشاط الأكثر فاعليةً عملية تعلُّم الكبار المكوَّنة من خمس خطوات:

  1. يُعِدُّ المدرب نشاط التعلُّم.
  2. يشارك المتعلمون في نشاط التعلُّم.
  3. يشارك المتعلمون ويفسرون ردود أفعالهم تجاه النشاط.
  4. يحدد المتعلمون المفاهيم من ردود أفعالهم.
  5. يطبِّق المتعلمون المفاهيم على مواقفهم.

ماذا لو كان جمهورك صعباً؟

قد يعوق المتعلمون حتى أكثر المعلمين استعداداً وأفضل محتوى للدورة؛ ويَعني بدءُ ورشة عمل بطريقة جيدة تقديمَ دورة تدريبية فعَّالة بدلاً من قضاء وقت الفصل بأكمله في التعافي من بداية كارثية.

إذا كنتَ تتوقَّع مواجهة بداية صعبة، فيجب أن تستخدم بعض الاستراتيجيات المجرَّبة مثل:

  • إعطاء المشاركين أكبر عدد ممكن من الخيارات؛ مثل اختيار مكان الجلوس ومع مَن يجلسون، وتجهيز بطاقات الأسماء الخاصة بهم، وتحديد أولويات المحتوى، وما إلى ذلك.
  • تكليف المشاركين بمهمَّة لإنجازها مباشرةً؛ مثل إكمال قائمة جرد قصيرة لتحديد المحتوى الذي يحتوي على صلة، ويُوضِّح ذلك بأنَّ الجلسة لن تكون مضيعةً للوقت، ومن الصعب على المشارك الاعتراض عليها عندما يندمج بفاعلية.
  • استخدام نشاط يركز في المحتوى؛ مثل مراجعة محتوى الدورة التدريبية وتحديد أولويات الأهداف الشخصية، بدلاً من المحتوى الاجتماعي للتعرُّف.
  • تقدير خبرة المجموعة والاستفادة منها، ويمكنك إنشاء خطٍّ متدرِّج لعدد سنوات الخبرة في الموضوع، وآخرٍ لعدد السنوات في المنصب، وتستطيع أيضاً أن تطلب من المشاركين وضع نقاط ملونة تُظهِر أماكنهم على هذين الخطين، ثم تقديم شرح مفصَّل، ويعني هذا أخذ آراءِ المتعلمين في الحسبان، والترحيب بمساهماتهم في الدورات التدريبية.

في الختام:

تذكر أنَّ نشاطات بداية الجلسة تحدِّد مصير بيئة التعلُّم، وعندما تختار نشاطات جيدة "منخفضة المخاطر وتشرك الجميع وذات صلة بموضوع التدريب"، فأنتَ تضمن اندماج المتعلمين من البداية، وكلما زاد اندماج المتعلمين لديك، زادت فرصة الاحتفاظ بالمعرفة والمهارات ونقلها إلى مكان العمل، وعندما يحدث هذا فهو مكسب للجميع.