11 خطوة لتصميم برنامج تدريبي رائع و 9 أمثلة عملية (الجزء الثاني)

لقد قدَّمنا في الجزء الأول من المقال 6 خطوات لتصميم برنامج تدريبي ناجح، وسنتحدث في هذا الجزء الثاني والأخير عن بقية الخطوات، ونتناول 9 أمثلة شائعة عن البرامج التدريبية.



11 خطوة لتصميم برنامج تدريبي رائع

نستكمل فيما يأتي الجزء الأول من المقال الذي تناولنا فيه 6 خطوات لتصميم برنامج تدريبي فعال:

7. تصميم البرنامج التدريبي بمساعدة خبراء المادة

استفد من مكتبة الموارد التعليمية المتاحة لك أو أنشئ الوحدات والدروس حسب الضرورة. احرص على العمل مع خبراء المادة لديك لتطوير مواد الدورة التدريبية ذات الصلة. يكون محتوى الدورات التعليمية التي ينشئها خبراء المادة في شركتك أدق وأكثر تخصيصاً من الدورات التدريبية التابعة لجهات خارجية.

تتيح لك الاستفادة من التعاون بين خبراء المادة وفريق التعلم والتطوير تحديد احتياجات التعلم وتلبيتها معاً. ونتيجة لذلك، يزداد اهتمام الموظفين في عملية التعلم ويساعدون في صناعة محتوى عالي الجودة لا يتعين على فرق التعلم والتطوير شراءه أو الحصول عليه من خلال مقابلات مع الخبراء.

يساعدك إشراك الخبراء الداخليين لديك في إنشاء مكتبة تعليمية قوية مصمَّمة لتلبية احتياجات مؤسستك. والأفضل من ذلك، يمكن لبعض منصات التعلم مساعدة خبراء المادة على إنشاء هذه المكتبة بسرعة وكفاءة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل منشئ الأسئلة في منصة 360 ليرنينغ (360Learning).

8. تنفيذ البرنامج التدريبي

بإمكانك تنفيذ البرنامج التدريبي كبرنامج تجريبي مع مجموعة من الموظفين أو إصداره لجميع المستخدمين المعنيين. في أثناء مرحلة التنفيذ، قد لا يكون برنامجك مكتملاً كما تريد، ولا بأس بذلك، فالهدف من هذه المرحلة هو ضمان عمل البرنامج عن طريق توفير جميع الجوانب التقنية للمستخدمين وتوفير القيمة التعليمية للمتعلمين.

في هذه المرحلة، احرص على أن تكون أنت أو فريق التعلم والتطوير حاضراً لتقديم الدعم والإجابة عن الأسئلة وإجراء أي تعديلات ضرورية لبرنامج التدريب.

9. تقييم البرنامج

قيِّم النسخة الأولى من البرنامج التدريبي من عدة نواح، مثل:

  • معدلات إكمال التدريب والمشاركة.
  • إظهار المعرفة والمهارات من خلال التقييمات.
  • زيادة في مقاييس الأداء ذات الصلة خارج التدريب.
  • التغذية الراجعة من المديرين والموظفين المشاركين.

تساعدك هذه المعلومات في تحديد الجوانب في برنامج التدريب التي تحتاج إلى مزيد من المراجعة. مع نمو مؤسستك، قد تحتاج إلى مزيد من الدورات التدريبية الخاصة بمعلومات المنتج أو الدورات التدريبية الفريدة لمناصب وظيفية مختلفة. كما تحتاج كل وحدة أيضاً إلى تحديثات بمرور الوقت.

مع تقدم التكنولوجيا، قد يكون لديك مجموعة من التقييمات تفوق في دقتها الأساليب التقليدية، مثل توصيات التدريب المدعومة بالذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى. يزداد نجاح برنامجك التدريبي بمرور الوقت عن طريق إعادة تقييمه دورياً.

10. قياس نجاح البرنامج التدريبي

بالتأكيد، لا يقيس برنامج التدريب الجيد نفسه، إذ يجب توفير عمليات موحدة لتقييم الدورات والمتعلمين. بالنسبة للموظفين، يمكن قياس نجاحهم عن طريق التقييمات المنفصلة أو مدى تحسن أدائهم في العمل.

يساعدك اختيار الأساليب الصحيحة لقياس النجاح في تأكيد قيمة البرنامج لفرق القيادة وأصحاب المصلحة الآخرين. هذه البيانات لا تقدر بثمن لتبرير زيادة الميزانيات أو توسيع فريق التعلم والتطوير في مؤسستك.

يجب عليك أيضاً العودة إلى الخطوة الثانية (وضع الأهداف) وحسم تلك الأهداف. هل حققتها؟ هل أنت راض عن تحقيق أهداف العمل ذات الصلة بالتدريب الجديد؟ يجب أن يتمتع نظام إدارة التعلم (LMS) بإمكانات القياس لمساعدتك في مراقبة إكمال التدريب والمشاركة ومقاييس التعلم والتطوير الرئيسية الأخرى.

11. تحديث برنامج التدريب مع مرور الوقت

استناداً إلى جميع المقاييس والتغذية الراجعة وبيانات النجاح الخاصة ببرنامجك التدريبي، ابدأ منهجياً في إجراء التحديثات. يمكنك إنشاء هذه العمليات لضمان استمرار برنامج التدريب في النمو وتحسين أداء الموظفين:

  • التدقيق الداخلي: يجب مراجعة المعلومات المتعلقة بالإجراءات والمنتجات والإرشادات الخاصة بالمؤسسة كل ربع سنة أو سنة للتأكد من احتوائها على معلومات محدثة.
  • تحديد الفجوات: لن يكون برنامجك التدريبي شاملاً في البداية. في الواقع، قد يحتوي نظام إدارة التعلم (LMS) في البداية على دورات تدريبية لفريق معين فقط أو لتدريب الموظفين الجدد فقط. بمرور الوقت، تتوسع حالات استخدام التدريب لتشمل المجالات الأصغر والأكثر تفصيلاً التي يُحدث التدريب المتعمق فيها فرقاً كبيراً.

قد تتضمن التحديثات الأخرى لبرنامجك الانتقال إلى نظام إدارة تعلم (LMS) أقوى، وإنشاء شبكة إنترانت مركزية لتوفير فرص تعلم داخلية وخارجية.

9 أمثلة عملية عن برامج التدريب

يوجد العشرات من برامج تدريب الموظفين المختلفة. قد تستفيد مؤسستك من برامج التدريب الخاصة بالمناصب، والدورات التدريبية التي تعلم المستخدمين حول البرامج القديمة وإجراءات العمل الداخلية، أو تدريب الموظفين الجدد، أو حتى الموارد حول كيفية التعامل مع حزم مزايا الموظفين وبوابات الموظفين. لكل برنامج من هذه البرامج أهداف تعليمية وموارد ومستخدمين مختلفين، لذلك يجب تنظيم كل منها على حدة.

عندما تبدأ برامجك التدريبية الجديدة، ابدأ بأحد برامج تدريب الموظفين هذه:

1. إعداد الموظفين

ترحب برامج التدريب بالموظفين الجدد في شركتك. ثمة مراحل مختلفة من الإعداد، مثل الإعداد المسبق (الذي يشمل التوجيه وموضوعات الموارد البشرية والتعريف بالشركة)، ومقابلة أعضاء الفريق، والتدريب الخاص بالقسم أو المنصب، وغيرها. يجب أن تحقق برامج إعداد الموظفين هدفين: إعداد المشاركين لمناصب جديدة والمواظبة على الاهتمام بهم حتى يستمروا في المشاركة لما يزيد على 90 يوماً في منصبهم الجديد.

يمنح برنامج التدريب هذا الموظفين الجدد المهارات التي يحتاجون إليها للمساهمة بفاعلية مع تعليمهم أيضاً المزيد عن الشركة وثقافتها.

2. التدريب التمهيدي

هو فرع من برنامج إعداد الموظفين العام، وهو هام بما يكفي ليستحق الاهتمام ويكون له فئة خاصة به. إذا كان عملك يحتوي على كثير من المناصب حيث يشغل شخص واحد فقط هذا النوع من المناصب، فمن الضروري إنشاء مكتبة تحتوي على معرفة كل شخص ذي صلة بهذا المنصب.

تتيح برامج التدريب التمهيدي للموظفين أداء المهام الرئيسية بسرعة بشكل مستقل لتقليل المهلة قبل التوظيف والانتقال الكلي إلى المنصب.

3. التدريب الإداري

يشتمل التدريب الإداري على المهارات التقنية والناعمة التي تسمح للموظفين الجدد أو الموظفين الذين تمت ترقيتهم داخلياً أو المديرين الحاليين بالحصول على الموارد التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح. تتضمن برامج التدريب الإداري دورات تدريبية من خبراء إدارة خارجيين عامين، أو دورات تدريبية خاصة بالصناعة، أو حتى مواد خاصة بالشركة.

4. التدريب على القيادة

يشبه التدريب على القيادة التدريب على الإدارة، ولكنَّه يركز على مجال مختلف، ويمكن لجميع الموظفين تقريباً الاستفادة من المشاركة في التدريب. يعطي هذا النوع من البرامج الأولوية للمهارات الناعمة مثل التواصل وصنع القرار وحل النزاعات والتفويض.

تساعد برامج التدريب على القيادة الموظفين على تطوير مهاراتهم المهنية وإعداد أنفسهم للحصول على فرص الترقية الداخلية. يمكن للمنظمة أيضاً استخدام برامج التدريب على القيادة لمعرفة المرشحين الأكثر تأهيلاً للمناصب القيادية الجديدة.

5. التدريب على الامتثال

يعد التدريب على الامتثال الخاص بالصناعة أمراً ضرورياً للحفاظ على سمعة مؤسستك. يشمل التدريب على الامتثال قوانين تنظيم الصناعة وقوانين حقوق الموظفين وتعليمات السلامة ومتطلباتها. لا يحتاج الموظفون غالباً إلى الحصول على شهادة في مجالات الامتثال الأساسية فحسب، بل يجب على المؤسسات نفسها في كثير من الأحيان توفير هذا التدريب لتظل متوافقة مع المتطلبات العامة أو الخاصة بالصناعة.

غالباً ما تشتمل دورات الامتثال على مواد إلزامية من مصادر خارجية مختلفة. يُسهِّل وجود نظام إدارة تعلم يمكنه استضافة أو تقديم محتوى منظَّم من مجموعة متنوعة من الهيئات التعليمية التابعة لجهات خارجية على الموظفين البقاء على اطلاع على التدريب الإلزامي، كما يُسهِّل على المؤسسات التوثق من اكتمال التدريب.

6. التدريب على المهارات التقنية

يركز التدريب على المهارات التقنية على المهارات الصلبة التي يستخدمها الموظفون في أثناء أداء مسؤولياتهم الوظيفية، بدءاً من كيفية تشغيل أنواع مختلفة من الآلات إلى كيفية أداء المهام على برامج الشركة.

قد تحتاج مؤسستك إلى برامج تدريبية للمبتدئين، والمهارات الخاصة بالمناصب الوظيفية، وبرامج شهادات للمهارات المهنية. تشمل بعض المجالات الناشئة لتنمية المهارات التقنية تحليل البيانات وإدارة الذكاء الاصطناعي وهندسته وعلوم الأفراد.

7. تدريب العملاء

تختلف موارد تدريب العملاء اختلافاً كبيراً من الناحية النظرية عن التدريبات الأخرى التي تصممها. اعتماداً على طبيعة المنتجات والخدمات التي تقدمها، قد يكون من المفيد تزويد عملائك والمستخدمين النهائيين للمنتج بإمكانية الوصول إلى برامج التدريب. توفر شركة سيلزفورس (Salesforce) على سبيل المثال تدريباً مجانياً لعملائها.

إذا كنت تبيع برامج متقدمة أو أدوات معقدة أو حتى سلعاً عامة تزداد فائدتها عن طريق الدورات التعليمية (مثل ماكينة قص الشعر أو منتجات التنظيف)، فقد يؤدي تطوير مواد تدريب العملاء إلى توسيع نطاق وصولك إلى السوق، وزيادة ولاء العملاء، وتقليل مخاطر الإحباط أو تجارب المستخدم السيئة.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح لتقديم برنامج تدريب للعملاء يساعدك في كسب ولائهم

8. التدريب على المنتجات/البرمجيات

قد يكون التدريب على المنتجات والبرمجيات لجمهورين مختلفين: المستخدمين النهائيين والعملاء الذين يحتاجون إلى مزيد من المعلومات لتوجيه تجربتهم، ومندوبي المبيعات أو ممثلي نجاح العملاء الذين يحتاجون إلى فهم عميق لكل منتج. بالنسبة للأخير، يمكنك تزويد الموظفين ببرامج تعليمية متعمقة تركز على ما يلي:

  • السوق المستهدف لكل منتج.
  • حالات الاستخدام الشائعة.
  • الميزات والسلع الملحقة.
  • التسعير والعروض الترويجية.
  • المشكلات أو الأسئلة الشائعة.

9. التدريب على تعزيز المبيعات

يحتاج مندوبو المبيعات إلى دورات تدريبية متعمقة لتحقيق مستوى عال من الأداء. لا يحتاج مندوبو المبيعات المبتدئين فقط إلى التدرب على أساليب البيع للعملاء المحتملين، إذ يستفيد مندوبي المبيعات من جميع مستويات الخبرة من التعرف على توجهات المبيعات الناشئة حديثاً وممارسة مهاراتهم عن طريق عمليات المحاكاة. يشمل التدريب على تعزيز المبيعات تفاصيل المنتج وعمليات المبيعات وأساليب إدارة الحسابات الرئيسية ووحدات استخدام الأدوات الموجودة في المجموعة التقنية في مؤسستك.

إقرأ أيضاً: تصميم تدريب افتراضي بقيادة مدرِّب

في الختام

تبدأ أفضل برامج تدريب الموظفين بمنصة التعلم المناسبة. حضِّر فريقك وبرنامجك التدريبي لتحقيق النجاح عن طريق أتمتة العديد من العمليات الموضحة أعلاه للتخلص من هدر الوقت في المسائل الإدارية. تسمح الأتمتة لفرق التعلم والتطوير بالتركيز على أهم جزء من البرنامج التدريبي، وهو توفير تدريب يُعزِّز أداء الموظفين.




مقالات مرتبطة