مجالات إدماج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية التعلمية

أصبح إدماج التكنولوجيا في قطاع التعليم المدرسي من أساسيات العملية التعليمية التعلّمية؛ خصوصا مع التسارع الكبير في التقنيات الإلكترونية، والتي باتت تدخل في العديد من مجالات العملية التعليمية التعلّميّة، وتلعب دورا هاما في تطويرها.



وفي ظل التسارع الكبير الذي يطرأ على التكنولوجيا أصبحت التقنيات الإلكترونية تتجاوز مجرد أنشطة يتم عرضها باستخدام الحواسيب أو أجهزة العرض، وبرامج إلكترونية تسهّل عرض المحتوى التعليمي، وتقدّم مادة علمية محوسبة، بل أصبحت برمجيات وأدوات ذكاء اصطناعي متعددة، تحقق العديد من المزايا في العملية التعليمية التعلميّة بما يسهم بشكل كبير في تعزيز التنافسية، وإنتاج أجيال قادرة على مواجهة تحديات العصر الذي يعيشون فيه، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات والأبحاث، ومن تلك المزايا: تحسن عملية اتخاذ القرار، تحسين جودة التعليم، تنمية المهارات الحياتية، وتنمية التحصيل المعرفي لدى المتعلمين.

تعريف الذكاء الاصطناعي

يمكننا تعريف الذكاء الاصطناعي AI) Artificial intelligence) على أنه العلم الذى يهتم بجعل الأنظمة الإلكترونية ذات ذكاء مشابه للذكاء الإنساني، بما يمكّن الأنظمة من التفكير واتخاذ قرارات والعمل وفقًا لها، بشكل يتناسب مع طبيعة المهام المحددة لها. وعند الحديث عن الذكاء الاصطناعي في التعليم فإننا نعني نظام إلكتروني يتضمن التقنيات، والتطبيقات، والبرامج، والآلات، والطرق، والأدوات، والأساليب التي يتم استخدامها في العملية التعليميّة التعلّميّة.

مجالات العملية التعليميَّة التعلُّمية التي يمكن إدماج الذكاء الاصطناعي فيها

وعند التعمق في مجالات العملية التعليميَّة التعلُّمية التي يمكن إدماج الذكاء الاصطناعي فيها، سواء في السياقات البحثية أو السياقات العملية، تظهر ستة مجالات، وهي: التخطيط، تطوير المناهج، المحتوى التعليمي، طرق التدريس، التقييم، التواصل. وفيما يلي وصفًا لكيفية توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في هذه المجالات:

1. توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التخطيط

يظهر توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال التخطيط بالتركيز على جانبين، وهما: التخطيط للتعليم، ويشمل التخطيط للحصص الصفية والمواقف التعليمية، والتخطيط الفصلي. والتخطيط الإداري ويشمل إنشاء خطط استراتيجية وخطط تنظيمية، وإدارة الموارد. كما يمكن الحديث عن أتمتة الواجبات الإدارية، بما يساهم في تقليل وقت وجهد الهيئات التدريسية والإدارية والمؤسسات التعليمية.

2. توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال المحتوى

 يقدّم الذكاء الاصطناعي محتوى ذكيا يشمل المحتوى الافتراضي مثل مؤتمرات الفيديو والمحاضرات والمواقف التعليمية المتوفرة عبر شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى الكتب الدراسية التي يعمل على تحويلها إلى دورات تدريبية أون لاين بحيث تحقق الفائدة القصوى من المادة التعليمية. وتوفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي دورات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ضمن نظام (STEM). وتساهم تقنياته في كتابة المقالات والأبحاث، وكتابة القصص وسردها، وإنشاء العروض التقديمية. كما تساهم في تحويل النصوص إلى فيديو أو أصوات، تحويل الوصف إلى صور واقعية، وإنشاء كتابات واضحة وخالية من الأخطاء اللغوية، وتحويل الصوت إلى نص وترجمته إلى أي لغة مختلفة، فضلا عن تحويل الأفكار إلى محتوى أو نص.

3. توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال طرق التدريس

تساهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التطور المهني وتعزز طرق التدريس المبتكرة، وتستخدم كطرق تدريس تتمركز حول الطلبة وتزودهم بخبرات تعليمية جديدة، يقوم المعلم أثناءها بتيسير وإرشاد الطلبة ومراقبة أدائهم، وتوضيح مواضع الضعف الموجودة لديهم، كما يمكن أن تيسر للمتعلم استخدام المحاكاة لبعض المفاهيم التي من الصعب توضيحها في الغرفة الصفية، وتوفر التعلم الالكتروني عبر تطبيقاتها المتنوعة، وتستخدم التكنولوجيا وطرق جاذبة لتحصيل المعارف والتعلم التعاوني والتعلم المستقل. ويعد التعلم الآلي ونظام التدريس الذكي من أكثر الأساليب شيوعًا بين فئات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ما تقدمه من الروبوتات المساعدين، والمدرسين الروبوتات، والفصول الذكية، والتعليم الفردي.

روبوتات العملية التعليمية

4. توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التقييم

يقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء الاختبارات، وتلعب تطبيقاته دورا في التقييم الفوري للطلبة ورصد إجاباتهم؛ لمساعدتهم على تطوير أداءهم المدرسي، وتقديم التغذية الراجعة الفورية والمستمرة لهم، وتحقيق جودة التعلم؛ بتحديد الصعوبات الموجودة لدى المتعلم من خلال التدريبات والاختبارات، الأمر الذي يوجه المعلمين إلى شرح أجزاء محددة من المنهج والتركيز عليها بشكل أكبر، وتستخدم إمكانيات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، لتحسين تقييم طلاب المرحلة الابتدائية والثانوية، والتنبؤ بأدائهم، وأتمتة التقييمات وجعلها أكثر موضوعية عن طريق الشبكات العصبية أو معالجة اللغة الطبيعية، واستخدام الروبوتات التعليمية لتحليل عملية التعلم الخاصة بهم، واكتشاف العوامل التي تجعل الصفوف أكثر جاذبية.

إقرأ أيضاً: أهمية تكنولوجيا التعليم في العملية التعليمية

5. توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التواصل

يساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز طرق الاتصال والتواصل بين المتعلمين، لمعالجة القضايا التعليمية سواء من خلال التعلم المباشر مع المعلم من جهة، ومع زملائه من جهة أخرى، كما يساهم في تقديم منصات تعليم ذكية للتعلم عن بعد، ويوفر المشاركة المحسنة، كما ظهرت فعالية روبوتات الدردشة التفاعلية (Chat bots)، في تحسين اضطرابات اللغة التعبيرية لدى ذوي الإعاقة العقلية البسيطة، وظهر الأثر الإيجابي لاستخدامها في تنمية الجوانب المعرفية والأدائية للمتعلمين، وأظهرت دراسات أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغات يساهم في عملية تطوير وتنظيم العمليات التعليمية.

6. توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال تطوير المناهج

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسّن المناهج التعليمية ويطوّرها، وذلك من خلال تحليل البيانات المتعلقة بأداء الطلبة وتقييم احتياجاتهم، بالإضافة إلى اكتشاف الصعوبات التعليمية الشائعة، وتطوير استراتيجيات تدريس أكثر فاعلية وجدوى.

إقرأ أيضاً: التعليم عن بعد

في الختام

وبناء على ما سبق، يظهر ضرورة استيعاب أنظمتنا التعليمية لجميع التحولات والتغيرات الراهنة، ورفع الكفاءة وتحقيق التنافسية من خلال مجموعة من الخطوات التي توفر الدعم المالي المناسب لتحويل المدارس إلى التعليم الرقمي الذكي، والتوسع في نشر ثقافة التعليم الرقمي، وأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوعية المجتمع المدني بهذا التحول. وإعادة تأهيل المدارس لكي تتناسب مع متطلبات الذكاء الاصطناعي، واستخدام آليات أصيلة في تخطيط وتطوير المناهج الدراسية لتوظيفه بشكل فعال في المجالات المختلفة في العملية التعليمية.

تم كتابة المقال من قبل الكاتبة نور كرزون.




مقالات مرتبطة