بالنسبة للفوائد الشخصية فهي:
أولاً: أنه يساعدك في نجاحك الأكاديمي: فإذا نظرت إلى مفردات وكلمات أي مقال أو كتاب يتحدث عنه ستجد كلمات مثل: تحليل، بحث، تنظيم، إعداد، تقديم، وهي المهارات التي يستخدمها المتحدث في ترتيب وإلقاء محاضراته، وهي أيضاً مهارات مهمة ستساعدك في دراساتك الأكاديمية، وبنفس الوقت ستساهم في نجاحك المهني.
ثانياً: الإلقاء يُمكنك من زيادة معارفك: فاعتماداً على إحدى الدراسات، فإننا نتذكر: 10 بالمئة مما نقرأه و20 بالمئة مما نسمعه و30 بالمئة مما نــراه و70 بالمئة مما نتكلمه... جيد... إذا كان لديك امتحان أو اختبار ما، وطُلب منك أن تختار ما بين هاتين الطريقتين: الأولى: أن تقوم بالقراءة ومن ثم تعيد القراءة بصمت، والثانية: أن تقف في غرفتك، وتضع الكتاب قرب طاولتك، وتتظاهر بأنك مدرساً تلقي محاضرة (بالمادة نفسها التي ستقدم بها الاختبار) إلى طلابك وبصوت مسموع، فأية طريقة ستجدها أفضل؟ على الأغلب أنك ستختار الثانية. يعد الإلقاء عملية فعّالة، فأنت تكتشف فكرة ما، فتصوغها في رسالة، وتقوم بأرسال هذه الرسالة مستخدماً صوتك وجسمك، ويعد الإلقاء أيضاً اختباراً حاسماً لمهاراتك في التفكير، يقول فورستر: "إن عملية تطوير أي فكرة ومن ثم القائها (التكلم عنها بشكل يوضحها) تساعدك بأن تجعلها لك وحدك". عندما تتعلم كيفية إعداد إلقاء فعّال، ستصبح مستمعاً أفضل للمتكلمين الآخرين، وللتقارير السمعية، وللمحاضرات، وهذا ما سيزيد تعلمك.
أما الفائدة الشخصية الثالثة: فهي أن الإلقاء سيساعد في بناء قوة ثقتك بنفسك، وتقديرك لنفسك (تقدير الذات)، في معظم دورات الألقاء ودورات إعداد المدربين يتم تخصيص جزء من الدورة لمناقشة "الخوف من التكلم أمام مجموعة من الناس" حيث يتم التدريب على تحويل مفهوم "الخوف" إلى "ثقة بالنفس"، ويتم ذلك من خلال التطبيق العملي فقط. هذه "الثقة بالنفس" ورباطة الجأش التي ستربحها ستساعدك في تقديم أي تقرير صوتي أمام أية جهة! أو عندما يطلب منك إلقاء بضعة كلمات قبل استلامك لجائزة (أو مكافأة) ما في عملك... إن فن الإلقاء بحاجة إلى خبرة كبيرة، ولكن مجهودك سيقدم لك هذه الفوائد الشخصية الثلاث.
أخيراً، للإلقاء فوائد كثيرة على مستوى المجتمع: فهو يساعدك في لعب دورك في المجتمع، فهو التواصل الذي يربطنا ببعضنا بعضا، ويعد جزءاً مهماً في خلق أو تشكيل مجتمع من المواطنين النشيطين. وفي تاريخنا الكثير من الشخصيات المفوهة التي تستطيع تذكرها الأن والتي كان لها تأثير كبير على مجتمعاتنا... حيث استخدموا قوة الكلمة ليحصلوا على الإجابة المناسبة من مستمعيهم.
أما عن الفوائد الاحترافية من تعلم فن الإلقاء: فتعد دراسة فن التواصل، وخاصة فن الإلقاء، مهمة جداً لك ليس فقط على الصعيد الشخصي، بل أيضاً على الصعيد المهني، وهناك الكثير من الدراسات التي تؤكد قوة العلاقة ما بين مهارة التواصل والنجاح المهني. إن مهارات الإلقاء (أو فن الكلام إذا أحببت) تعزز من فرصك في الحصول على وظيفة جيدة بدايةً، ثم تعزز تقدمك ونجاحك إلى حد كبير فيها، ففي تقرير تم نشره عام 1999 قامت الجمعية القومية الأمريكية للجامعات والقائمين بالتوظيف بوضع جدول لأهم الصفات الشخصية المهمة عند توظيف أي موظف، وكانت أول صفة في الجدول مهارات التواصل، وفي دراسة أخرى قام بها ثلاثة استشاريين في مجال الإلقاء والأعمال على ألف من مدراء الموارد البشرية - وكانت عينة عشوائية- تم تحديد العوامل الأكثر أهمية في مساعدة طلاب الجامعات المتخرجين في الحصول على وظيفة، وكانت هذه العوامل: (1) مهارات التواصل الشخصي. (2) مهارات التواصل الكتابية. (3) مهارات الإنصات. وتعلم فن الإلقاء يساعد في الحصول على اثنين من هذه المهارات الحيوية، التواصل الشخصي (الإلقاء) ومهارة الإنصات، تعد قدرتك على الوقوف أمام مجموعة من الناس لتقدم أفكارك مهمة جداً لنجاحك المهني، حيث أن أكثر من 76% من الإداريين التنفيذيين يقدمون تقاريرهم شفهياً.
معظم مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية لم تقم بتمكيننا من هذه المهارة المهمة للغاية... بل في معظم الأحيان يتم محاربة أي مشاركة من المتعلمين بطريقة قمعية من قِبل بعض المعلمين هدانا وهداهم الله... الأن أدعوك للتفكير بكم الفوائد المتنوعة الهائلة التي تم ذكرها أعلاه، ومن ثم أدعوك للتفكير ملياً في وضع خطة تُمكنك من تعلم هذه المهارة المهمة كي تطور من تعلمك وتعليمك وتحسّن من مهنتك، والأهم كي تأخذ دورك المطلوب في مجتمعك..... ليس غريباً أن نجد أن الكثير من الدول المتقدمة تضمن التعليم على الإلقاء في مناهجها المدرسية والجامعية. تستطيع القيام باستبانة فجوة التواصل.
Newell.
Robert Johnson, ''For One Reagan, You Can Get Many Mikki Williamses ,''Wall Street Journal 30 January 1992:Al.
L.Jackson Newell,''Deep Springs College: Loyal to A Fault? ,''Deep Springs College 12 June 1999<http://www.telluride.Cornell.edu/deepsprings/whatis/newell.html>.
2.Jim Doherty,'' The Cattle Ranch That Doubles as a School for Doers,'' Smithsonian April 1995:115-17.
أضف تعليقاً