ثمة دورات تدريبية خاصة بتأهيل الكوتشز لمزاولة مهنة الكوتشينغ ومساعدتهم في صياغة فلسفتهم خلال برنامج التدريب. يتحمل الكوتش كامل مسؤولية التقنيات والأساليب التي يستخدمها لخدمة عملائه.
تعريف فلسفة الكوتشينغ
يقع على عاتق الكوتش مهمة وضع خطة عمل متكاملة تلبي الاحتياجات المختلفة الخاصة بكل عميل على حدة. يوجد تخصصات كثيرة ومتنوعة في قطاع الكوتشينغ، لهذا السبب ليس ثمة نموذج موحد لفلسفة الكوتشينغ فهي تعتمد على رسالة الكوتش وأهداف مشروعه. تهدف فلسفة الكوتشينغ إلى تحديد منهجية العمل والالتزامات المطلوبة من كل من الكوتش والعميل ضمن إطار علاقة الكوتشينغ.
يمكن تعريف فلسفة الكوتشينغ على أنها أداة تُستخدَم في توجيه الكوتش أثناء تطبيق ممارساته وخدمة عملائه، وهي تساعده في تحديد الأهداف ووضع خطة العمل اللازمة لتحقيقها. يتسنى للكوتش أن يتخذ قرارات مترابطة منطقياً ويحدد مجموعة من الأسئلة الشاملة لاستخدامها في جلسات الكوتشينغ عندما يلتزم بقيمه ويطبق فلسفة الكوتشينغ في ممارساته.
يشرح "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" (ICF) فلسفة الكوتشينغ في ميثاق أخلاقيات مزاولة المهنة الموجه للكوتشز المعتمدين. تنجح ممارسات الكوتشينغ عند توفير بيئة تتيح للعميل إمكانية قيادة الجلسة بطريقة تساعده في إحراز التقدم الذي يحتاج إليه. تقتضي وظيفة الكوتش الإصغاء للعميل وهذا ما يميزه عن المستشار الذي يتدخل في المحادثة ويطرح آراءه ويقدم الحلول التي يحتاج إليها العميل.
يجب أن يكون الكوتش ضليعاً في بنود ميثاق أخلاقيات مزاولة مهنة الكوتشينغ حتى يتمكن من وضع المعايير الشخصية التي تساعده في تقديم خدمات عالية الجودة لعملائه.
تحديد موقف الكوتش ضروري لصياغة الفلسفة الخاصة به. إنَّ التزام الكوتش بموقفه ورسالة مشروعه يضمن تقديم خدمات عالية الجودة للعملاء. تعتمد صياغة فلسفة الكوتشينغ بشكل أساسي على قيم الكوتش، كما أنها ترتبط إلى حدٍّ ما بالاحترام المطلق غير المشروط تجاه العميل.
صياغة فلسفة الكوتشينغ
تقتضي الخطوة الأولى لصياغة فلسفة الكوتشينغ تحديد القيم الشخصية عن طريق استخدام تقنيات وأدوات استكشاف ومطالعة النفس والتقييمات الذاتية.
يجب أن تعكس فلسفة الكوتشينغ القيم، والمعايير الأخلاقية، والنزاهة التي يتميز بها الكوتش. لا يمكنك أن تبرز جدارتك وتقنع العملاء المحتملين بخبراتك ما لم تدرك الدافع الكامن خلف اختيارك لمهنة الكوتشينغ في المقام الأول.
فيما يأتي 5 أسئلة تساعدك في تحديد الدافع الكامن وراء رغبتك بمزاولة مهنة الكوتشينغ:
- ما هو الحافز وراء رغبتي بمزاولة الكوتشينغ؟
- ما هو تخصص الكوتشينغ الذي أريد مزاولته؟
- ما الذي يجعل الكوتشينغ مهنة تناسبني؟
- ما هي الخدمات التي أود أن أقدمها لعملائي؟
- ما هي الأهداف الشخصية التي أرغب بتحقيقها؟
يكوِّن بعض الكوتشز معتقدات وقناعات مغلوطة عن ممارساتهم ومجال عملهم، وهو ما يدفعهم إلى الالتزام بأهداف خاطئة تحد من فعالية برامج وخدمات الكوتشينغ التي يقدموها لعملائهم.
فيما يأتي 5 أمثلة عن الالتزامات الخاطئة التي تحد من فعالية ممارسات الكوتشينغ:
- الحاجة لنيل إعجاب العملاء.
- ضمان سير إجراءات الكوتشينغ وفق معايير معيَّنة.
- الحاجة لاستعراض المعارف والخبرات الشخصية.
- التركيز على مستوى راحة العميل.
- الإفراط في إظهار الأدب والتهذيب.
تزداد فعالية ممارسات الكوتشينغ عند التركيز على احتياجات العملاء. تستهدف معظم فلسفات الكوتشينغ احتياجات العملاء وأهدافهم، وهو ما يساعد في توفير بيئة تشجع على التعاون والتفكير الإبداعي أثناء تطبيق ممارسات الكوتشينغ.
فيما يأتي 7 أسئلة لتحديد موقف الكوتش:
- هل أقوم باستثمار كامل إمكانياتي وخبراتي في جميع جلسات الكوتشينغ؟
- هل أبذل ما بوسعي لمساعدة العميل في تحقيق التميز في حياته؟
- هل يعتمد نهجي على حل مشكلات العميل أم أني أساعده في اكتشاف الحلول التي يحتاج إليها بنفسه؟
- هل تتوافق الأسئلة التي أطرحها خلال الجلسات مع برنامج الكوتشينغ الخاص بالعميل؟
- هل أصغي بفعالية إلى عملائي؟
- هل تنسجم ممارساتي مع حدسي وشغفي؟
- هل أستثمر كامل إمكانياتي في جميع محادثات الكوتشينغ على حدٍّ سواء؟
يمكن إعداد النموذج الخاص بممارسات الكوتشينغ عن طريق الإجابة عن هذه الأسئلة. يجب أن تدمج مهاراتك ووجهات نظرك الشخصية مع الخبرات التي اكتسبتها من تدريبات تأهيل الكوتشز حتى تكون قادراً على إعداد فلسفة كوتشينغ خاصة بك وتقديم خدمات فعالة لعملائك.
- ما هي فئة العملاء المستهدفة؟
- ما هي وجهات نظرك تجاه إجراءات التغيير؟
- ما هي الأهداف التي تفرضها وجهات نظرك الشخصية لتحقيق متطلبات التنمية؟
- ما هي ضمانات المساءلة بالنسبة للكوتش والعملاء؟
- ما هي المعايير الشخصية التي ستفرضها على العملاء؟
تؤثر فلسفة الكوتشينغ بشكل مباشر على الكوتش، والعملاء، والعالم من حولهم، وهي تتيح للكوتش إمكانية توحيد أسلوبه ونهجه مع كافة العملاء حتى لو كانت المحادثات تجري بشكل مختلف وفقاً لاحتياجات كل عميل.
يمكن أن يتغير مجرى محادثات الكوتشينغ خلال الجلسات. يجب أن يطبق الكوتش فلسفته حتى يكون قادراً على التعامل مع المحادثات بشكل مدروس ويضمن الامتثال لقيمه ومبادئه خلال العملية. تقتضي وظيفة الكوتش توفير بيئة تتيح للعميل إمكانية استكشاف كافة الفرص والاحتمالات والحلول المتاحة.
3 خطوات لصياغة فلسفة الكوتشينغ
1. تحديد القيم الشخصية
تقتضي هذه الخطوة تحديد القيم الشخصية مثل الاحترام المتبادل، والتنظيم، والنزاهة.
2. تحديد المعتقدات الشخصية والإجراءات العملية
المرتبطة بكل واحدة من القيم على الشكل التالي:
- الاحترام المتبادل: التعامل مع العملاء باحترام وتقدير في كافة الظروف والأحوال.
- التنظيم: يجب أن تنظم مواعيد الجلسات، والإجراءات الإدارية، وعمليات متابعة تقدم العملاء والنقاشات.
- النزاهة: يجب أن تعطي الأولوية للمصداقية وتساعد العملاء في زيادة ثقتهم بأنفسهم.
3. إنشاء رسالة مشروع الكوتشينغ
يجب أن توفر للعملاء بيئة تعاونية وإبداعية تتيح لهم إمكانية إحراز التقدم الشخصي الذي يحتاجون إليه حتى تكون مصدراً للدعم والمصداقية والأمان بالنسبة لهم.
في الختام
تحدد فلسفة الكوتشينغ مبادئ وإستراتيجيات العمل، وأهداف المشروع التجاري، والطرائق والأساليب المستخدمة لتحقيق الأهداف الموضوعة. قدم الجزء الأول من المقال تعريفاً شاملاً عن فلسفة الكوتشينغ وخطوات صياغتها. يبحث الجزء الثاني في أمثلة فلسفة الكوتشينغ ويقدم مجموعة من الاقتباسات الملهمة.
أضف تعليقاً