يتألف المقال من جزأين، وهو يقدم معلومات مفصّلة عن نمط حياة الكوتش، والأدوات التي يستخدمها في عمله، والصعوبات التي يتعرض لها.
5 مهام يومية مطلوبة من الكوتش الذي يعمل عن طريق الإنترنت
نتناول فيما يلي مجموعة من المهام اليومية الضرورية للكوتش الذي يعمل على الإنترنت:
1. التنظيم والتواصل مع العملاء
يجب أن تبدأ نهارك باتخاذ التدابير التي تضمن العمل بإنتاجية عالية على مدار اليوم، وتحسين جودة عمليات التواصل مع العملاء، وهذا يتطلب منك مراجعة جدول أعمالك وأولوياتك باستخدام أدوات تنظيم الوقت والمواعيد، مثل "جوجل كاليندر" (Google Calendar)، و"تريلو" (Trello) لإدارة المهام.
عليك أن تنتقل بعد ذلك إلى الإجابة على الرسائل الواردة إلى البريد الإلكتروني وحساباتك على منصات التواصل الاجتماعي؛ لكي تحافظ على اندماج العملاء، وتضمن مساعدتهم في تلبية احتياجاتهم في بداية الفترة الصباحية قبل أن تباشر عملك.
2. إعداد المحتوى
الفترة الصباحية مناسبة للقيام بالمهام الإبداعية، لهذا السبب عليك أن تستثمرها في إعداد المقالات، وكتابة النشرات الإعلامية، وتحضير مقاطع الفيديو التعليمية.
يجب أن تواظب على نشر المحتوى بانتظام لكي تبرز خبرتك، وتثبت وجودك في قطاع الكوتشينغ، وتستقطب مزيداً من العملاء، وتحافظ على اندماج المشتركين الحاليين.
يُنصَح من ناحية أخرى بالمداومة على تحديث الموقع الإلكتروني باستخدام محتوى يأخذ بعين الاعتبار معايير محركات البحث؛ بهدف تحسين ظهورك واستقطاب مزيدٍ من الزوار، وبناء مشروع كوتشينغ يستمر على الأمد الطويل.
3. إجراء جلسات الكوتشينغ
يُنصَح بإجراء جلسات الكوتشينغ في بداية فترة الظهيرة باستخدام منصات الاتصال المرئي، مثل "زوم" (Zoom) للجلسات الفردية والجماعية مع الحرص على وضع برنامج الجلسة بحسب احتياجات العملاء.
التحضير المسبق بالغ الأهمية، وهو يتطلب منك مراجعة تقدم العملاء وأهدافهم قبل كل جلسة لكي تضمن تحقيق أقصى فائدة ممكنة من الاجتماع. يجب توجيه مجرى النقاش واختيار تمارين الجلسة بناءً على برنامج الكوتشينغ.
يمكن أن يتضمن البرنامج خطوات مفصلة لمراحل العمل على أهداف علاقة الكوتشينغ. يساعد هذا التنظيم في تعزيز فعالية تجربة الكوتشينغ وتحقيق النتائج المتوقعة من الجلسات.
تجدر الإشارة إلى أهمية تلخيص محاور الجلسة ونتائجها، وإجراءات العمل والالتزامات المطلوبة من العميل في نهاية الاجتماع، وذلك بهدف مساعدته في تحقيق التقدم المطلوب وإبراز فعالية جهود الكوتش.
يُذكَر من أمثلة أدوات المتابعة والتقييم "مقياس تقييم العمليات" (PES)، و"مقياس تحقيق الهدف" (GAS) اللذان يُستخدمان لمساعدة العملاء في تقييم تقدمهم صوب أهداف دقيقة وقابلة للقياس.
تساعد هذه الأدوات في تقييم النتائج، ومناقشة التقدم المُحرَز، والخطط المستقبلية.
4. إنجاز المهام الإدارية والالتزام بالتعلم المستمر
يجب أن تركز بعد فترة الظهيرة على المهام الإدارية، مثل تحديث السجلات، وتنظيم إجراءات الدفع، ووضع خطط عمل الجلسات المقبلة، حيث تساعد العديد من المنصات والأدوات وعلى رأسها "هاب سبوت" (HubSpot) في إدارة هذه المهام بفعالية.
ينبغي أن تخصص بعض الوقت للتطوير المهني، وذلك من خلال التسجيل في الدورات التدريبية، ومواكبة الأبحاث العلمية التي تجري في قطاع العمل، والمشاركة في المنتديات. يساعد التعلم المستمر في تنمية مهارات الكوتشينغ، وضمان استمرارية المنافسة في السوق، ومواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال.
5. الراحة الشخصية
يجب أن تخصص بعض الوقت لراحتك الشخصية بعيداً عن التزامات العمل في نهاية اليوم لكي تستعيد نشاطك. يمكنك أن تستثمر هذا الوقت في ممارسة أنشطة تعزز عافيتك النفسية، مثل التمارين الرياضية، والتأمل، وقضاء الوقت مع أفراد العائلة.
يُنصَح بمراجعة إنجازات اليوم الفائت، والنظر في إمكانية تحسين الأداء بهدف تحقيق التنمية الشخصية، وضمان الحفاظ على النشاط والحماس، والاستعداد للعمل بإنتاجية عالية في اليوم التالي.
يضمن هذا الروتين تقديم خدمات عالية الجودة للعملاء، والحفاظ على الصحة والسعادة، وعيش حياة مثمرة وناجحة.
قصة نجاح الكوتش "براين بيترز" (Brian Peters)
يدير "براين بيترز" مشروع كوتشينغ عن طريق الإنترنت، ويحصل على مدخول سنوي يوفر له حياة كريمة، وهو يعيش في "الفلبين" (Philippines) ويكسب في الشهر الواحد ما يعادل مجموع ما كسبه طيلة سنوات عمله في التدريس.
يجري "بيترز" جلسات الكوتشينغ عن بعد مع رجال الأعمال من كل أنحاء العالم، مما يوفر له الاستقلالية المهنية، والقدرة على العمل من أي مكان، وترتيب مواعيد جلساته في الأوقات التي تناسبه.
يتضمن نمط حياته اليومي إجراء جلسات الكوتشينغ مع العملاء وقضاء بعض الوقت مع العائلة، وهو ما يتيح له إمكانية تحقيق التوازن بين حياته الشخصية والمهنية.
يتيح له العمل عن طريق الإنترنت إمكانية التواصل مع عملاء من كافة أنحاء العالم ومختلف المناطق الزمنية، مما يساعده في تحقيق أقصى فائدة ممكنة من يومه. يسهم نموذج العمل عن طريق الإنترنت في توفير تكاليف مقر الشركة وأجور المواصلات.
يستخدم "بيترز" منصات وأدوات متقدمة تساعده في إجراء جلسات كوتشينغ تفاعلية، وناجحة، ومخصصة لاحتياجات العملاء.
لقد شهد قطاع الكوتشينغ تنامياً بارزاً في عام 2024، حيث تبلغ قيمة القطاع في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها ما يقارب 14.2 مليار دولار، ومن المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي 2.6%.
يُتوقع أن يبلغ معدل نمو سوق الكوتشينغ العالمي ما يقارب 15.43% في عام 2024، وقد أصبح التخصص في هذا المجال خياراً مثالياً لبناء مسيرة مهنية ناجحة ومربحة.
ثمة إقبالٌ كبيرٌ على دخول مجال الكوتشينغ عن طريق الإنترنت؛ لأنَّه يتيح إمكانية العمل عن بعد في الزمان والمكان الذي يناسب الكوتش باستخدام المنصات الإلكترونية. لقد ساهم استخدام المنصات الافتراضية وأدوات جدولة المواعيد في إتاحة إمكانية الاستفادة من خدمات الكوتشينغ وتكييفها مع مختلف احتياجات العملاء.
5 خطوات أساسية لإطلاق مشروع كوتشينغ ناجح
فيما يلي 5 خطوات أساسية لإطلاق مشروع كوتشينغ ناجح:
1. تحديد احتياجات السوق المستهدف
تقتضي الخطوة الأولى اختيار التخصص، وتحديد احتياجات السوق المستهدف، وتخصيص خدمات الكوتشينغ لتلبيتها، وضمان تقديم نتائج عملية يستفيد منها العملاء في تحقيق أهدافهم.
2. الاستفادة من الأدوات الرقمية
تفيد الأدوات الرقمية الحديثة في تحسين إجراءات الكوتشينغ، حيث يمكنك أن تستخدم منصة "زوم" (Zoom) لإجراء جلسات الكوتشينغ عن طريق الإنترنت، وأداة "أسانا" (Asana) لإدارة المهام والمواعيد.
3. وضع إستراتيجيات التسويق
تقتضي هذه الخطوة وضع استراتيجية تسويق مدروسة لاستقطاب العملاء والحفاظ عليهم، حيث يمكنك أن تستخدم طريقة التسويق بالمحتوى أو الحملات الإعلانية من خلال البريد الإلكتروني لبناء العلامة التجارية وإبراز خبراتك.
4. توثيق العلاقة مع العملاء
يجب أن تكون علاقة الكوتش مع عملائه قوية ومبنية على الثقة، ويمكن الوصول لهذه النتيجة من خلال إجراء جلسات كوتشينغ مخصصة لاحتياجات العميل، ومتابعة أدائه وتقدمه من أجل ضمان رضاه والحفاظ على ولائه للعلامة التجارية.
5. التعلم المستمر والتكيف
يجب أن تواكب التطورات التكنولوجية والتوجهات السائدة في قطاع الكوتشينغ، وتعمل على تحسين مهاراتك وتطوير استراتيجياتك وأدواتك لكي تستمر في المنافسة في السوق وتضمن تقديم خدمات فعالة لعملائك.
في الختام
ثمة إقبال كبير على خدمات الكوتشينغ عن طريق الإنترنت، وقد قدم الجزء الأول من المقال معلومات تفصيلية عن مهام العمل اليومية المطلوبة من الكوتش في هذه الحالة، والخطوات الرئيسية لإطلاق مشاريع الكوتشينغ عن طريق الإنترنت. ويبحث الجزء الثاني منه في الأدوات والتحديات الشائعة في هذا النموذج، فتابعوا معنا السطور التالية.
أضف تعليقاً