إن الوسائل المساعدة المرئيَّة، بشكل خاص، تشد انتباه الحضور بعيداً عن مُقدِّم الإلقاء، وقد تكون بمنزلة المشتت القوي لانتباه الحضور إلى رسالتك. ففي بعض الأحيان، يعرض المقدم شريحة للنقاط الهامة في الإلقاء ثم يتحدث إلى الحضور من خلالها. إن انتباه الحضور مسلط على الشريحة. فهم يقرؤونها، ويتجاهلون ما يقوله مقدم الإلقاء. وذلك لأن سرعة قراءتهم تفوق سرعة كلام مقدم الإلقاء. وينتهون من هذه القراءة سريعاً، ولا يكون لديهم ما يدعو إلى الاستماع إليك في تلاوة ما كانوا قد قرؤوه. وبذلك تفقد الشريحة الغرض من استخدامها.
كما أن النشرات المطبوعة، إن تم توزيعها قبل بدء الإلقاء، يمكن أن تكون الوسيلة الأكثر تشتيتاً لانتباه الحضور، وذلك لأن بعض الحضور سيقومون وعلى أقل تقدير، بتفحص النشرة سريعاً في الوقت نفسه الذي تريد أن تحوز فيه كامل انتباههم أي وقت تقديم الملاحظات الافتتاحيَّة.
وكذلك الحال، فإن استخدامك لتلميحات تلقائيَّة يمكن أن يسبب مشكلات في الإلقاء. فهذه التلميحات تمكنك من مواصلة الاتصال عبر العيون مع الحضور في الوقت الذي تقوم فيه بقراءة حديثك عليهم. ولو فكرت بالطريقة التي نتحدَّث بها إلى الناس في المواقف اليوميَّة، أدركت أن هذه التلميحات غير طبيعيَّة. وأننا نتعمَّد النظر بعيداً عن الناس بصفة متكررة في أثناء الحديث معهم.
سوف تساعدك الخطوط العريضة الآتية على استعمال الوسائل المساعدة للإلقاء بصورة مؤثرة:
- إذا عزمت على استخدام أجهزة للوسائل المساعدة، فتأكد من أنها متوافرة وتعمل في يوم الإلقاء، ومن أنك تعرف كيف تقوم بتشغيلها.
- لدى استخدامك الوسائل المساعدة المرئيَّة، اعرض النقطة التي تريد، ثم قدم الوسيلة المساعدة. ضع الوسيلة المساعدة على الشاشة، وانظر إليها بمشاركة الحضور، اتركها على الشاشة فترة طويلة تكفي ليستوعب الحضور المعلومات، ثم قم بإزالتها، أعد تأسيس الاتصال مع الحضور عبر العيون، ثم تابع حديثك. ولا تتابع هذا الحديث بينما تكون الوسيلة على الشاشة إلا إذا كان ذلك ضرورياً بكل ما في الكلمة من معنى وحتى بعد ذلك، انتظر بضع ثوان إلى أن يقوم الحضور بتفحص الوسيلة المساعدة بسرعة، ثم واجه الحضور مرة أخرى، واعرض ملاحظتك بشكل موجز.
- إذا كنت تستخدم لوحة بيانيَّة قلابة، أو جهاز عرض إسقاطي رأسي لبناء صورة لشيء ما كعمليَّة مثلاً، وجب عليك أن تغطي أو تزيل ما كنت قد كتبته، أو رسمته قبل أنْ تستأنف الحديث. ثم اعرض ذلك ثانية بعد أن تكون قد عرضت النقطة الآتية وأردت أن تضيفها إلى شاشة العرض وحينما تكتب، أو ترسم شيئاً ما فاجعله كبيراً بما فيه الكفاية ليراه جميع الحضور، واجعله أيضاً بسيطاً مقروءاً واكتبه أو ارسمه بسرعة. ولدى استخدامك أية وسيلة مرئيَّة تذكر دائماً إعادة تأسيس الاتصال عبر العيون مع الحضور قبل أن تستأنف حديثك إليهم ثانية.
- لا توزع المعلومات المكتوبة في نشرات قبل بدء الإلقاء إلا إذا كانت هذه المعلومات ضروريَّة بكل ما في الكلمة من معنى، فإن كانت كذلك، فدع الحضور يمتلكها قبل أن تبدأ الإلقاء بوقت كاف ليتمكَّنوا من قراءتها. وإذا كنت تريد أن تتحدَّث إلى الحضور من خلال هذه المعلومات المكتوبة، وكنت قد وزعت النشرة قبل اليوم الذي ستؤدي فيه الإلقاء، فتأكد من أن يكون لديك نسخة إضافيَّة من تلك النشرة يوم الإلقاء.
- إذا كنت تستخدم التلميحات التلقائيَّة، حول نظرك عن الحضور مراراً وتكراراً، متوقفاً توقفاً مؤقتاً كما كنت تفعل، لاستحداث تفاعل بينك وبينك الحضور يبدو وكأنه أكثر من طبيعي. وفي إمكانك أن تستخدم الملاحظات، تخيل أنك في حاجة إلى تفحص ملاحظاتك عن النقطة الآتية في الإلقاء. وهذا سيساعدك على إجراء عمليَّة الاتصال مع الحضور عبر العيون، وفي أنْ تتوقف مؤقتاً بصورة طبيعيَّة.
- وختاماً، تأكد من وجود كافة الوسائل المساعدة لديك في يوم الإلقاء، وأن الشرائح موضوعة حسب الترتيب الصحيح، وهكذا دواليك.
- إن الوسائل المساعدة للإلقاء ستساعدك على نقل رسالتك للحضور بوضوح وبطريقة مقنعة، إذا ما تم اختيارها بحرص وعناية، وتم تصميمها بطريقة جيدة، وتم استخدامها على نحو ملائم. ومهما استخدمت من وسائل للمساندة، فإن هذه الوسائل يجب أن تكون معدة، ومجهزة للاستعمال في أثناء التدرُّب.
- نقاط هامة.
- لا تستخدم الوسائل المساندة إلا حينما تكون هذه الوسائل هي الطريقة المثلى لنقل نقطة ما إلى الحضور.
- اختر الوسائل الملائمة للمعلومات التي تريد نقلها، والتأثير الذي تريد إحداثه في الحضور.
- استخدم خيالك للحصول على أفضل النتائج.
- اجعل وسائلك واضحة وسهلة الفهم.
- لا تدع وسائلك تظهر بينك وبين الحضور.
الالقاء: (ميخائيل ستيفنز وسامي تيسير سلمان) بيت الأفكار الدوليَّة للنشر والتوزيع (ص 111-115, 1996).
أضف تعليقاً