يقول آرون هارينغتون (Aaron Herrington) المؤسِّس المشارِك لشركة موديا: "عندما تنمو الشركة سريعاً، فإنَّك تحتاج إلى توظيف الناس لتسريع الإنتاج".
كان هذا هو الحافز لإنشاء برنامج تدريب الموظفين الحالي في شركة موديا، والذي بدأ العام الماضي، وبتوجيه من موظف جديد لديه خبرة سابقة في برنامج تدريبي قوي أَطلقَت الشركة دورة تدريبية مدتها 12 ساعة تنتهي بعرض تقديمي يقدمه الفريق أمام القيادة التنفيذية.
كان البرنامج التدريبي مفيداً لكلٍّ من الشركة والموظفين، ويقول هارينغتون: "يصبح الناس أكثر انسجاماً وفهماً للتوجُّه والتوقعات، فقد جعل ذلك ما نفعله وطريقة فعله أكثر كفاءة".
استخدام برامج التدريب كأداة للتوظيف:
بالنسبة إلى الموظفين فقد أجبرهم برنامج التدريب على التفكير في حياتهم المهنيَّة والأهداف قصيرة الأمد وخطط العمل لتحقيق تلك الأهداف، ويقول هارينغتون: "يُعَدُّ برنامج التدريب أداة للتوظيف؛ وذلك لأنَّ الناس متحمسون جداً له، لكنْ يُوجَد الكثيرون من الأشخاص الذين ينمون ويتطورون مع خطط التطوير الوظيفي لدينا".
في كثير من الأحيان يفشل أصحاب الشركات الصغيرة في رؤية قيمة توفير برامج تدريب رسمية؛ إذ يعمل رواد الأعمال بميزانيات محدودة، ويركزون في صافي الأرباح ويعتقدون أنَّهم يستطيعون إجراء التدريب بأنفسهم، ولكنَّ تلك الفكرة سيِّئة.
يقول جيفري هال (Jeffrey Hull) مدير خدمات التعلُّم في مجموعة إمبلويرز غروب (Employers Group)؛ وهي شركة استشارية للموارد البشرية مقرها في لوس أنجلوس (Los Angeles): "يَمنَح التدريب الرسمي الأفراد فرصة لحل بعض مشكلات العمل وإيجاد طرائق جديدة لزيادة الإيرادات".
بالإضافة إلى ذلك يتحسَّن أداء الموظف بالتدريب، وتقول الدكتورة تريسي ويلن دوجينتي (Dr. Tracey Wilen-Daugenti) المديرة في معهد أبولو للأبحاث (Apollo Research Institute)؛ وهو منظمة تبحث في قضايا التعليم العالي والقوى العاملة: "كلَّما عرفت أكثر، كان في إمكانك أداء عملك بسهولة وسرعة".
كما يُعَدُّ التدريب أداة رائعة للاحتفاظ بالموظفين، ولسوء الحظ يُوجَد تصوُّر مفاده أنَّه إذا أَنفقَت الشركة الأموال على تدريب الموظفين ثم غادروها، فإنَّ الشركة تفقد استثماراتها، ويقول هال: "يجب عليك تدريب الموظفين والحفاظ على الأداء الجيد بدلاً من الخوف من مغادرتهم"؛ لهذا السبب يجب على أرباب العمل التفكير في تطوير برامج تدريبية تتناسب مع الثقافة التنظيمية.
تطوير برنامج تدريبي:
يمكن أن يكون التدريب مُنظَّماً أو غير مُنظَّم؛ إذ يمكن أن تتضمن البرامج غير المُنظَّمة - والتي غالباً ما تكون مجانية أو منخفضة التكلفة - الكوتشينغ أو المنتورينغ أو تعليم الموظفين الجُّدد كيف ينفذون بعض المهام المعيَّنة من خلال مُلازمة موظف أكثر خبرة، وفي كثير من الحالات تقدِّم هذه البرامج التدريب في أثناء العمل، وغالباً ما تفشل الشركات الكبيرة في هذا المجال، في حين تنجح الشركات الصغيرة وتتألق فيه حقاً؛ وذلك لأنَّ حجمها يسمح للموظفين بتولِّي مجموعة متنوعة من الأدوار.
تُوجَد العديد من الطرائق لإعداد هذه الأنواع من البرامج، بدءاً من تعيين منتور أو كوتش لموظفين جدد وتنظيم اجتماعات ربع سنوية للمشاركة وتقديم التغذية الراجعة، إلى مجرد السماح للموظفين بالعثور على المنتورز أو الكوتشز حسب الحاجة.
من ناحية أخرى يجب على الشركات التي تفكِّر في برنامج تدريبي أكثر رسمية أن تضع في حسبانها أنَّه يُمكِنُ أن تبدأ ببرامج صغيرة وليس بالضرورة أن تكون تكاليفها ضخمة، ويقول ديفيد لويس (David Lewis) الرئيس التنفيذي لشركة أوبريشنز إينك (OperationsInc)؛ وهي شركة تعهيد للموارد البشرية: "ليس بالضرورة أن تكون شركتك ضخمة مثل شركة جنرال إلكتريك (GE) أو مثل شركة مصنَّفة ضمن قائمة فورتشن 500 (Fortune 500) مع طاقم تدريب كبير".
يُعَدُّ الإنترنت خياراً جيداً للبدء؛ إذ يُوجَدُ أكثر من 50000 موقع تدريبي لبناء الفِرَق وحدها، كما تقدِّم العديد من الجمعيات المهنية والشركات وغرف التجارة المحلية دورات تدريبية لمجالات ومنتجات معيَّنة، ويقول هال: "عادةً ما تكون هذه البرامج منخفضة التكلفة وقصيرة المدة وأكثر تركيزاً في النتائج التي تتطلبها الشركات".
يمكن أيضاً أن يكون المتحدثون الضيوف وبعض المواقع ومقاطع الفيديو على موقع يوتيوب (YouTube) والندوات عبر الإنترنت طريقة سهلة للبدء، ويقترح هال أيضاً جمع الموارد مع شركات أخرى فيقول: "من المُحتمَل أن تجد احتياجات مشابهة لاحتياجات شركتك، ويُمكِنُك أن تطلب من مدرِّب أن يأتي ويُدرِّب موظفي جميع الشركات المَعنيَّة معاً".
تُوجَدُ أمور يجب التفكير فيها قبل البدء:
- يجب تدريب أرباب الأعمال أيضاً: يعتقد معظم أرباب الأعمال أنَّهم قادة جيدون في الأساس، وهم ليسوا كذلك، ويقول هال: "إنَّهم بحاجة إلى التفكير فيما يحدث في مكان العمل".
- يجب إجراء التقييمات أولاً: يجب التأكُّد من أنَّ وقتك ومواردك تستهدف المجالات التي تتطلب التدريب.
- يجب تحديد موعد مُنتظَم للتدريب: تقول الدكتورة ويلن دوجينتي: "التدريب القصير جيد؛ إذ لا يجب أن يستمر طوال اليوم".
- يجب تحديد المعايير وقياسها: عليك إظهار التقدُّم مع مرور الوقت وجعل تقييم أداء المجموعة هدفاً.
في الختام:
يجب أن يكون التدريب أولوية مدروسة جيداً لنمو الموظفين وكذلك الشركات التجارية. يقول أدريان ميلر (Adrian Miller) رئيس شركة أدريان ميلر للتدريب على المبيعات (Adrian Miller Sales Training): "إذا وضعتَ خطة تدريب متماسكة، فستستفيد كثيراً منها".
أضف تعليقاً